324

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Editsa

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

وزاد إبراهيم بن ديزيل : لقد رأيتني يوم أبي جندل - يعني الحديبية - ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته ، ثم لم نر في ذلك الصلح إلا خيرا . قال نصر : وقد روى أبو إسحاق الشيباني ، قال : قرأت كتاب الصلح عند سعيد بن أبي بردة في صحيفة صفراء ، عليها خاتمان : خاتم من أسفلها وخاتم من أعلاها ، على خاتم علي عليه السلام : محمد رسول الله ، وعلى خاتم معاوية : محمد رسول الله . وقيل لعلي عليه السلام ، حين أراد أن يكتب الكتاب بينه وبين معاوية وأهل الشام : أتقر أنهم مؤمنون مسلمون ! فقال علي عليه السلام : ما أقر لمعاوية ولا لأصحابه أنهم مؤمنون ولا مسلمون ، ولكن يكتب معاوية ما شاء بما شاء ، ويقر بما شاء لنفسه ولأصحابه ، ويسمي نفسه بما شاء وأصحابه ، فكتبوا : هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان قاضى علي بن أبي طالب على أهل العراق ومن كان معه من شيعته من المؤمنين والمسلمين ، وقاضى معاوية بن أبي سفيان على أهل الشام ومن كان معه من شيعته من المؤمنين والمسلمين ، إننا ننزل عند حكم الله تعالى وكتابه ، ولا يجمع بيننا إلا إياه ، وإن كتاب الله سبحانه وتعالى بيننا من فاتحته إلى خاتمته ، نحيي ما أحيا القرآن ، ونميت ما أمات القرآن ، فإن وجد الحكمان ذلك في كتاب الله اتبعاه ، وإن لم يجداه أخذا بالسنة العادلة غير المفرقة . والحكمان : عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص ، وقد أخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين أنهما آمنان على أنفسهما وأموالهما وأهلهما ، والأمة لهما أنصار ، وعلى الذي يقضيان عليه وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين عهد الله أن يعملوا بما يقضيان عليه ؛ مما وافق الكتاب والسنة ، وإن الأمن والموادعة ووضع السلاح متفق عليه بين الطائفتين ؛ إلى أن يقع الحكم ، وعلى كل واحد من الحكمين عهد الله ، ليحكمن بين الأمة بالحق ، لا بالهوى . وأجل الموادعة سنة كاملة ، فإن أحب الحكمان أن يعجلا الحكم عجلاه ، وإن توفي أحدهما فلأمير شيعته أن يختار مكانه رجلا ، لا يألو الحق والعدل ، وإن توفي أحد الأميرين كان نصب غيره إلى أصحابه ممن يرضون أمره ، ويحمدون طريقته . اللهم إنا نستنصرك على من ترك ما في هذه الصحيفة ، وأراد فيها إلحادا وظلما .

Shafi 138