279

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Editsa

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

وأما أم حبيبة - وكانت مشتملة على إداوة - فضربوا وجه بغلتها ، فقالت : إن وصايا أيتام بني أمية عند هذا الرجل ، فأحببت أن أسأله عنها لئلا تهلك أموال اليتامى ، فشتموها ، وقالوا : أنت كاذبة ، وقطعوا حبل البغلة بالسيف ، فنفرت وكادت تسقط عنها ، فتلقاها الناس فحملوها إلى منزلها . وروى أبو جعفر قال : أشرف عثمان عليهم يوما ، فقال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أني اشتريت بئر رومة بمالي ، أستعذب بها وجعلت رشائي فيها كرجل من المسلمين ! قالوا : نعم ، قال : فلم تمنعونني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر ! ثم قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أني اشتريت أرض كذا ، فزدتها في المسجد ؟ قالوا : نعم ، قال : فهل علمتم أن أحدا منع أن يصلي فيه قبلي ! .

وروى أبو جعفر عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، قال : دخلت على عثمان ، فأخذ بيدي فأسمعني كلام من على بابه من الناس ، فمنهم من يقول : ما تنتظرون به ؟ ومنهم من يقول : لا تعجلوا ، فعساه ينزع ويراجع ؛ فبينا نحن إذ أمر طلحة ، فقام إليه ابن عديس البلوي ، فناجاه ، ثم رجع ابن عديس ، فقال لأصحابه : لا تتركوا أحدا يدخل إلى عثمان ، ولا يخرج من عنده ، قال لي عثمان : هذا ما أمر به طلحة ، اللهم اكفني طلحة ، فإنه حمل هؤلاء القوم وألبهم علي ، والله إني لأرجو أن يكون منها صفرا ، وأن يسفك دمه ! قال : فأردت أن أخرج ، فمنعوني حتى أمرهم محمد بن أبي بكر ، فتركوني أخرج .

قال أبو جعفر : فلما طال الأمر وعلم المصريون أنهم قد أجرموا عليه جرما كجرم القتل ، وأنه لا فرق بين قتله وبين ما أتوا إليه ، وخافوا على نفوسهم من تركه حيا ، راموا الدخول عليه من باب داره ، فأغلقوا الباب ، ومانعهم الحسن بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، ومحمد بن طلحة ، ومروان ، وسعيد بن العاص ، وجماعة من أبناء الأنصار ، فزجرهم عثمان ، وقال : أنتم في حل من نصرتي ، فأبوا ولم يرجعوا .

وقام رجل من أسلم يقال له نيار بن عياض - وكان من الصحابة - فنادى عثمان ، وأمره أن يخلع نفسه ، فبينا هو يناشده ويسومه خلع نفسه ، رماه كثير بن الصلت الكندي - وكان من أصحاب عثمان من أهل الدار - بسهم فقتله ، فصاح المصريون وغيرهم عند ذلك : ادفعوا إلينا قاتل ابن عياض لنقتله به ، فقال عثمان : لم أكن لأدفع إليكم رجلا نصرني وأنتم تريدون قتلي ! فثاروا إلى الباب ، فأغلق دونهم ، فجاؤوا بنار فأحرقوه وأحرقوا السقيفة التي عليه ، فقال لمن عنده من أنصاره : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه ، فأحرج على رجل يقاتل دوني ! ثم قال للحسن : إن أباك الآن لفي أمر عظيم من أجلك ، فاخرج إليه ، أقسمت عليك لما خرجت إليه ! فلم يفعل ، ووقف محاميا عنه .

Shafi 93