256

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Editsa

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

وأول من صلى وصنو نبيه . . . وأول من أردى الغواة لدى بدر

أما معنى قوله : وما لابن ذكوان الصفوري ، فإن الوليد ، هو ابن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو ، واسمه ذكوان بن أمية بن عبد شمس . وقد ذكر جماعة من النسابين أن ذكوان كان مولى لأمية بن عبد شمس ، فتبناه وكناه أبا عمرو ، فبنوه موال وليسوا من بني أمية لصلبه . والصفوري : منسوب إلى صفورية ؛ قرية من قرى الروم .

قال إبراهيم بن هلال الثقفي : فعند ذلك دعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري ، وقال له : سر حتى تمر بناحية الكوفة وترتفع عنها ما استطعت ، فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي فأغر عليه ، وإن وجدت له مسلحة أو خيلا فأغر عليها وإذا أصبحت في بلدة فأمس في أخرى ، ولا تقيمن لخيل بلغك أنها قد سرحت إليك لتلقاها فتقاتلها . فسرحه فيما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف .

فأقبل الضحاك ، فنهب الأموال وقتل من لقي من الأعراب ، حتى مر بالثعلبية فأغار على الحاج ، فأخذ أمتعتهم ، ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهذلي ، وهو ابن أخي عبد الله ابن مسعود ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة . وقتل معه ناسا من أصحابه .

قال : فروى إبراهيم بن مبارك البجلي عن أبيه ، عن بكر بن عيسى ، عن أبي روق ، قال : حدثني أبي ، قال : سمعت عليا عليه السلام ، وقد خرج إلى الناس ، وهو يقول على المنبر : يا أهل الكوفة ، اخرجوا إلى العبد الصالح عمرو بن عميس ، وإلى جيوش لكم قد أصيب منهم طرف ، أخرجوا فقاتلوا عدوكم ، وامنعوا حريمكم إن كنتم فاعلين . فردوا عليه ردا ضعيفا ، ورأى منهم عجزا وفشلا فقال : والله لوددت أن لي بكل ثمانية منكم رجلا منهم ! ويحكم أخرجوا معي ، ثم فروا عني ما بدا لكم . فوالله ما أكره لقاء ربي على نيتي وبصيرتي ، وفي ذلك روح لي عظيم ، وفرج من مناجاتكم ومقاساتكم . ثم نزل .

فخرج يمشي حتى بلغ الغريين ، ثم دعا حجدر بن عدي الكندي ، فعقد له على أربعة آلاف .

وروى محمد بن يعقوب الكليني ، قال : استصرخ أمير المؤمنين عليه السلام الناس عقيب غارة الضحاك بن قيس الفهري على أطراف أعماله ، فتقاعدوا عنه ، فخطبهم فقال : ما عزت دعوة من دعاكم ، ولا استراح قلب من قاساكم . . . الفصل إلى آخره .

Shafi 70