Sharhin Nahjul Balagha
شرح نهج البلاغة
Editsa
محمد عبد الكريم النمري
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
بعضهم : العلماء أطباء هذا الخلق ، والدنيا داء هذا الخلق ؛ فإذا كان الطبيب يطلب الداء فمتى يبرئ غيره ! قيل لمحمد بن واسع : فلان زاهد ، قال : وما قدر الدنيا حتى يحمد من يزهد فيها ؟ رئي عبد الله بن المبارك واقفا بين مقبرة ومزبلة ، فقيل له : ما أوقفك ؟ قال : أنا بين كنزين من كنوز الدنيا فيهما عبرة : هذا كنز الأموال ، وهذا كنز الرجال .
قيل لبعضهم : أتعبت نفسك ، فقال : راحتها أطلب . دخل الإسكندر مدينة فتحها ، فسأل عمن بقي من أولاد الملوك بها ، فقيل : رجل يسكن المقابر ، فدعا به ، فقال : ما دعاك إلى لزوم هذه المقابر ؟ فقال : أحببت أن أميز بين عظام الملوك وعظام عبيدهم ، فوجدتها سواء . فقال : هل لك أن تتبعني فأحيي شرفك وشرف آبائك ، إن كانت لك همة ! قال : همتي عظيمة ، قال : وما همتك ؟ قال : حياة لا موت معها ، وشباب لا هرم معه ، وغنى لا فقر معه ، وسرور لا مكروه معه ، فقال : ليس هذا عندي ، قال : فدعني ألتمسه ممن هو عنده .
مات ابن لعمر بن ذر ، فقال : لقد شغلني الحزن لك يا بني عن الحزن عليك .
كان يقال : من هوان الدنيا على الله ألا يعصى إلا فيها ، ولا ينال ما عنده إلا بتركها .
ومن كلام عبد الله بن شداد : أرى دواعي الموت لا تقلع ، وأرى من مضى لا يرجع ، فلا تزهدن في معروف ، فإن الدهر ذو صروف كم من راغب قد كان مرغوبا إليه ! والزمان ذو ألوان ، من يصحب الزمان ير الهوان ، وإن غلبت يوما على المال فلا تغلبن على الحيلة على كل حال ، وكن أحسن ما تكون في الظاهر حالا ، أقل ما تكون في الباطن مالا .
كان يقال : إن مما يعجل الله تعالى عقوبته : الأمانة تخان ، والإحسان يكفر ، والرحم تقطع ، والبغي على الناس .
الربيع بن خيثم : لو كانت الذنوب تفوح روائحها لم يجلس أحد إلى أحد .
قيل لبعضهم : كيف أصبحت ؟ قال : آسفا على أمسي ، كارها ليومي ، متهما لغدي .
وقيل لآخر : لم تركت الدنيا ؟ قال : أنفت من قليلها ، وأنف مني كثيرها . وهذا كما قال بعضهم ، وقد قيل له : لم لا تقول الشعر ، قال : يأباني جيده ، وآبى رديئه .
بعض الصالحين : لو أنزل الله تعالى كتابا : إني معذب رجلا واحدا ، خفت أن أكونه ، أو إنه راحم رجلا واحدا ، لرجوت أن أكونه .
مطرف بن الشخير : خير الأمور أوساطها ، وشر السير الحقحقة . وهذا الكلام قد روي مرفوعا .
يحيى بن معاذ : إن لله عليك نعمتين : في السراء التذكر ، وفي الضراء التصبر ، فكن في السراء عبدا شكورا ، وفي الضراء حرا صبورا .
Shafi 60