وقوله : ووتد بالصخور ميدان أرضه ، من قوله : ' والجبال أوتادا ' . والميدان : التحرك والتموج .
فأما القطب الراوندي رحمه الله فإنه قال إنه عليه السلام أخبر عن نفسه بأول هذا الفصل أنه يحمد الله ، وذلك من ظاهر كلامه ، ثم أمر غيره من فحوى كلامه أن يحمد الله ، وأخبر عليه السلام أنه ثابت على ذلك مدة حياته ، وأنه يجب على المكلفين ثبوتهم عليه ما بقوا ؛ ولو قال : أحمد الله ، لم يعلم منه جميع ذلك . ثم قال : والحمد أعم من الشكر ؛ والله أخص من الإله . قال : فأما قوله : الذي لا يبلغ مدحته القائلون ؛ فإنه أظهر العجز عن القيام بواجب مدائحه ، فكيف بمحامده ! والمعنى أن الحمد كل الحمد ثابت للمعبود الذي حقت العبادة له في الأزل ، واستحقها حين خلق الخلق ، وأنعم بأصول النعم التي يستحق بها العبادة .
Shafi 44