194

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Editsa

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

قال إبراهيم : وروى الوليد بن هشام ، قال : أقبل بسر ، فدخل المدينة ، فصعد منبر الرسول صلى الله عليه وسلمن ثم قال : يا أهل المدينة ، خضبتم لحاكم ، وقتلتم عثمان مخضوبا ، والله لا أدع في المسجد مخضوبا إلا قتلته ، ثم قال لأصحابه : خذوا بأبواب المسجد - وهو يريد أن يستعرضهم - فقام إليه عبد الله بن الزبير وأبو قيس أحد بني عامر بن لؤي ، فطلبا إليه حتى كف عنهم . وخرج إلى مكة ، فلما قرب منها هرب قثم بن العباس - وكان عامل علي عليه السلام - ودخلها بسر ، فشتم أهل مكة وأنبهم . ثم خرج عنها ، واستعمل عليها شيبة بن عثمان .

قال إبراهيم : وقد روى عوانة عن الكلبي أن بسرا لما خرج من المدينة إلى مكة قتل في طريقه رجالا ، وأخذ أموالا ، وبلغ أهل مكة خبره ، فتنحى عنها عامة أهلها ، وتراضى الناس بشيبة بن عثمان أميرا لما خرج قثم بن العباس عنها ، وخرج إلى بسر قوم من قريش ، فتلقوه ، فشتمهم ، ثم قال : أما والله لو تركت ورأيي فيكم لتركتكم وما فيكم روح تمشي على الأرض .

فقالوا : ننشدك الله في أهلك وعترتك ! فسكت ثم دخل وطاف بالبيت ، وصلى ركعتين ، ثم خطبهم ، فقال : الحمد لله الذي أعز دعوتنا ، وجمع ألفتنا ، وأذل عدونا بالقتل والتشريد ، هذا ابن أبي طالب بناحية العراق في ضنك وضيق ، قد ابتلاه الله بخطيئته ، وأسلمه بجريرته ؛ فتفرق عنه أصحابه ناقمين عليه ، وولي الأمر معاوية الطالب بدم عثمان ؛ فبايعوا ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلا . فبايعوا .

وتفقد سعيد بن العاص فطلبه فلم يجده ، وأقام أياما ثم خطبهم فقال : يا أهل مكة ، إني قد صفحت عنكم ، فإياكم والخلاف ، فوالله إن فعلتم لأقصدن منكم إلى التي تبير الأصل ، وتحرب المال ، وتخرب الديار .

ثم خرج إلى الطائف ، فكتب إليه المغيرة بن شعبة حين خرج من مكة إليها : أما بعد ، فقد بلغني مسيرك إلى الحجاز ، ونزولك مكة ، وشدتك على المريب ، وعفوك عن المسيء ، وإكرامك لأولي النهى ، فحمدت رأيك في ذلك ، قدم على صالح ما كنت عليه ، فإن الله عز وجل لن يزيد بالخير أهله إلا خيرا ؛ جعلنا الله وإياك من الآمرين بالمعروف ، والقاصدين إلى الحق ، والذاكرين الله كثيرا .

Shafi 8