179

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Editsa

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

قال الرضي رحمه الله : أقول : الأرمية جمع رمي ؛ وهو السحاب . والحميم ههنا : وقت الصيف ، وإنما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكر لأنه أشد جفولا ، وأسرع خفوقا ، لأنه لا ماء فيه ، وإنما يكون السحاب ثقيل السير لامتلائه بالماء ، وذلك لا يكون في الأكثر إلا زمان الشتاء ؛ وإنما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذا دعوا ، والإغاثة إذا استغيثوا ، والدليل على ذلك قوله : هنالك لو دعوت أتاك منهم .

الشرح : تواترت عليه الأخبار ، مثل ترادفت وتواصلت . ومن الناس من يطعن في هذا ، ويقول : التواتر لا يكون إلا مع فترات بين أوقات الإتيان ، ومنه قوله سبحانه ' ثم أرسلنا رسلنا تترى ' ، ليس المراد أنهم مترادفون ، بل بين كل نبيين فترة ، قالوا : وأصل تترى من الواو ، واشتقاقها من الوتر ، وهو الفرد : وعدلوا هذا الموضع مما تغلط فيه الخاصة .

من أخبار معاوية بن أبي سفيان

ومعاوية هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي . وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي . وهي أم أخيه عتبة بن أبي سفيان . فأما يزيد بن أبي سفيان ، ومحمد بن أبي سفيان ، وعنبسة بن أبي سفيان ، وحنظلة ابن أبي سفيان ، وعمرو بن أبي سفيان ، فمن أمهات شتى .

وأبو سفيان هو الذي قاد قريشا في حروبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وهو رئيس بني عبد شمس بعد قتل عتبة بن ربيعة ببدر ، ذاك صاحب العير ، وهذا صاحب النفير ، وبهما يضرب المثل ، فيقال للخامل : لا في العير ولا في النفير .

وروى الزبير بن بكار أن عبد الله بن يزيد بن معاوية جاء إلى أخيه خالد بن يزيد في أيام عبد الملك ، فقال : لقد هممت اليوم يا أخي أن أفتك بالوليد بن عبد الملك ، قال : بئسما هممت به في ابن أمير المؤمنين ، وولي عهد المسلمين ! فما ذاك ؟ قال : إن خيلي مرت به فعبث بها وأصغرني ، فقال خالد : أنا أكفيك ، فدخل على عبد الملك والوليد عنده ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن الوليد مرت به خيل ابن عمه عبد الله ، فعبث بها وأصغره - وكان عبد الملك مطرقا - ، فرفع رأسه ، وقال : ' إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ' ، فقال خالد : ' وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ' ، فقال عبد الملك : أفي عبد الله تكلمني ! والله لقد دخل أمس علي فما أقام لسانه لحنا ! قال خالد : أفعلى الوليد تعول يا أمير المؤمنين ! قال عبد الملك : إن كان الوليد يلحن فإن أخاه سليمان لا . فقال خالد : وإن كان عبد الله يلحن ، فإن أخاه خالدا لا ، فالتفت الوليد إلى خالد وقال له : اسكت ويحك ! فوالله ما تعد في العير ولا في النفير ، فقال : اسمع يا أمير المؤمنين ، ثم التفت إلى الوليد ، فقال له : ويحك ! فمن صاحب العير والنفير غير جدي أبي سفيان صاحب العير ، وجدي عتبة صاحب النفير ! ولكن لو قلت : غنيمات وحبيلات والطائف ، ورحم الله عثمان ، لقلنا : صدقت .

Shafi 199