Sharhin Nahjul Balagha
شرح نهج البلاغة
Editsa
محمد عبد الكريم النمري
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
ومن شعر الحماسة أيضا :
أخوك أخوك من ينأى وتدنو . . . مودته وإن دعي استجاب
إذا حاربت حارب من تعدي . . . وزاد غناؤه منك اقترابا
يواسي في كريهته ويدنو . . . إذا ما مضلع الحدثان نابا
في الصدق والأريحية
ثم إنه عليه السلام ذكر أن لسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس خيرا له من المال يورثه غيره . ولسان الصدق هو أن يذكر الإنسان بالخير ، ويثنى عليه به ، قال سبحانه : ' واجعل لي لسان صدق في الآخرين ' .
وقد ورد في هذا المعنى من النثر والنظم الكثير الواسع ، فمن ذلك قول عمر لابنة هرم : ما الذي أعطى أبوك زهيرا ؟ قالت : أعطاه مالا يفنى ، قال : لكن ما أعطاكم زهير لا يبليه الدهر ، ولا يفنيه الزمان .
ومن شعر الحماسة أيضا :
إذا أنت أعطيت الغنى ثم لم تجد . . . بفضل الغنى ألفيت ما لك حامد
وقل غناء عنك مال جمعته . . . إذا كان ميراثا وواراك لاحد
وقال يزيد بن المهلب : المال والحياة أحب شيء إلى الإنسان ، والثناء الحسن أحب إلي منهما ، ولو أني أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن يكون لي أذن أسمع بها ما يقال في غدا وقد مت كريما .
وحكى أبو عثمان الجاحظ عن إبراهيم السندي ، قال : قلت في أيام ولايتي الكوفة لرجل من وجوهها - كان لا يجف لبده ولا يستريح قلمه ، ولا تسكن حركته في طلب حوائج الناس ، وإدخال السرور على قلوبهم ، والرفق على ضعفائهم ، وكان عفيف الطعمة - : خبرني عما هون عليك النصب ، وقواك على التعب ؟ فقال : قد والله سمعت غناء الأطيار بالأسحار ، على أغصان الأشجار ، وسمعت خفق الأوتار ، وتجاوب العود والمزمار ، فما طربت من صوت قط طربي من ثناء حسن على رجل محسن ، فقلت : لله أبوك فلقد ملئت كرما ، وقال حاتم :
أماوي إن يصبح صداي بقفرة . . . من الأرض لا ماء لدي ولا خمر
تري أن ما أنفقت لم يك ضرني . . . وأن يدي مما بخلت به صفر
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى . . . إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
بعض المحدثين :
من اشترى بماله . . . حسن الثناء غبنا
Shafi 196