171

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Editsa

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

لا تعتبن على النوائب . . . فالدهر يرغم كل عاتب

واصبر على حدثانه . . . إن الأمور لها عواقب

كم نعمة مطوية . . . لك بين أثناء النوائب

ومسرة قد أقبلت . . . من حيث تنتظر المصائب

ومن كلامهم : الصبر مر ، لا يتجرعه إلا حر .

قال أعرابي : كن حلو الصبر عند مرارة النازلة .

وقال كسرى لبزرجمهر : ما علامة الظفر بالأمور المطلوبة المستعصبة ؟ قال : ملازمة الطلب ، والمحافظة على الصبر ، وكتمان السر .

وقال الأحنف بن قيس : لست حليما ؛ إنما أنا صبور ، فأفادني الصبر صفتي بالحلم .

وسئل علي عليه السلام : أي شيء أقرب إلى الكفر ؟ قال : ذو فاقة لا صبر له .

ومن كلامه عليه السلام : الصبر يناضل الحدثان ، والجزع من أعوان الزمان .

وقال أعشى همدان :

إن نلت لم أفرح بشيء نلته . . . وإذا سبقت به فلا أتلهف

ومتى تصبك من الحوادث نكبة . . . فاصبر فكل غيابة تتكشف

والأمر يذكر بالأمر ، وهذا البيت هو الذي قاله له الحجاج يوم قتله ، ذكر ذلك أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري في الأمالي قال : لما أتي الحجاج بأعشى همدان أسيرا ؛ وقد كان خرج مع ابن الأشعث ، قال له : يابن اللخناء ! أنت القائل لعدو الرحمن - يعني عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث : يابن الأشج قريع كن . . . دة لا أبالي فيك عتبا

أنت الرئيس ابن الرئي . . . س وأنت أعلى الناس كعبا

نبئت حجاج بن يوس . . . ف خر من زلق فتبا

فانهض هديت لعله . . . يجلو بك الرحمن كربا

وابعث عطية في الحرو . . . ب يكبهن عليه كبا

ثم قال : عبد الرحمن خر من زلق فتب ، وخسر وانكب ، وما لقي ما أحب . ورفع بها صوته ، واهتز منكباه ، ودر ودجاه ، واحمرت عيناه ، ولم يبق في المجلس إلا من هابه ، فقال : أيها الأمير ، وأنا القائل :

أبى الله إلا ان يتمم نوره . . . ويطفئ نار الكافرين فتخمدا

وينزل ذلا بالعراق وأهله . . . كما نقضوا العهد الوثيق المؤكدا

وما لبث الحجاج أن سل سيفه . . . علينا ، فولى جمعنا وتبددا

Shafi 191