Sharhin Nahjul Balagha
شرح نهج البلاغة
Editsa
محمد عبد الكريم النمري
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
يا خيبة الداعي ! من دعا ! وإلام أجيب ! وإني لراض بحجة الله عليهم ، وعلمه فيهم ، فإن أبوا أعطيتهم حد السيف ، وكفى به شافيا من الباطل ، وناصرا للحق ! ومن العجب بعثتهم إلي أن أبرز للطعان ، وأن أصبر للجلاد . هبلتم الهبول ! لقد كنت وما أهدد بالحرب ؛ ولا أرهب بالضرب . وإني لعلى يقين من ربي ، وغير شبهة من ديني .
الشرح : يروى : ذمر بالتخفيف ، وذمر بالتشديد ، وأصله الحض والحث ، والتشديد دليل على التكثير .
واستجلب جلبه ، الجلب بفتح اللام : ما يجلب ، كما يقال جمع جمعه . ويروى : جلبه وجلبه ؛ وهما بمعنى ، وهو السحاب الرقيق الذي لا ماء فيه ، أي جمع قوما كالجهام الذي لا نفع فيه . وروي : ليعود الجور إلى أقطابه . والقطاب : مزاج الخمر بالماء ، أي ليعود الجور ممتزجا بالعدل كما كان . ويجوز أن يعني بالقطاب قطاب الجيب ، وهو مدخل الرأس فيه ، أي ليعود الجور إلى لباسه وثوبه .
وقال الراوندي : قطابه : أصله ، وليس ذلك بمعروف في اللغة .
وروي الباطل بالنصب ، على أن يكون يرجع متعديا ، تقول : رجعت زيدا إلى كذا ، والمعنى : ويرد الجور الباطل إلى أوطانه .
وقال الراوندي : يعود أيضا مثل يرجع ، يكون لازما ومتعديا ، وأجاز نصب الجور به ، وهذا غير صحيح ؛ لأن عاد لم يأت متعديا ، وإنما يعدى بالهمزة .
والنصف : الذي ينصف .
وقال الراوندي : النصف : النصفة ؛ والمعنى لا يحتمله ؛ لأنه لا معنى لقوله : ولا جعلوا بيني وبينهم أنصافا ، بل المعنى : لم يجعلوا ذا إنصاف بيني وبينهم .
يرتضعون أما قد فطمت ، يقول : يطلبون الشيء بعد فواته ؛ لأن الأم إذا فطمت ولدها فقد انقضى إرضاعها .
وقوله : يا خيبة الداعي ، ههنا كالنداء في قوله تعالى : ' يا حسرة على العباد ' ، وقوله : ' يا حسرتنا على ما فرطنا فيها ' أي يا خيبة احضري فهذا أوانك ! وكلامه في هذه الخطبة مع أصحاب الجمل ؛ والداعي هو أحد الثلاثة : الرجلان والمرأة .
ثم قال على سبيل الاستصغار لهم ، والاستحقار : من دعا ! وإلى ماذا أجيب ! ، أي أحقر بقوم دعاهم هذا الداعي ! وأقبح بالأمر الذي أجابوه إليه ، فما أفحشه وأرذله ! وقال الراوندي : يا خيبة الداعي ؛ تقديره : يا هؤلاء ، فحذف المنادى ، ثم قال : خيبة الداعي ، أي خاب الداعي خيبة . وهذا ارتكاب ضرورة لا حاجة إليها ، وإنما يحذف المنادى في المواضع التي دل الدليل فيها على الحذف ، كقوله :
يا فانظرا أيمن الوادي على إضم
Shafi 182