Sharhin Nahjul Balagha

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
151

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Bincike

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

ثم قال : وما علينا إلا الاجتهاد ، يقول : أن أعمل ما يجب علي من الاجتهاد في القيام بالشريعة وعزل ولاة السوء وأمراء الفساد عن المسلمين ، فإن تم ما أريده فذاك ، وإلا كنت قد أعذرت . وأما التتمة المروية عن جعفر بن محمد عليهما السلام فواضحة الألفاظ ، و قوله في آخرها : وبنا يختم لا بكم ، إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان . وأكثر المحدثين على أنه من ولد فاطمة عليه السلام . وأصحابنا المعتزلة لا ينكرونه ، وقد صرحوا بذكره في كتبهم ، واعترف به شيوخهم ، إلا أنه عندنا لم يخلق بعد ، وسيخلق .

وإلى هذا المذهب يذهب أصحاب الحديث أيضا .

وروى قاضي القضاة رحمه الله تعالى عن كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل بن عباد رحمه الله بإسناد متصل بعلي عليه السلام أنه ذكر المهدي ، وقال : إنه من ولد الحسين عليه السلام ، وذكر حليته ، فقال : رجل أجلى الجبين ، أقنى الأنف ، ضخم البطن ، أزيل الفخذين ، أبلج الثنايا ، بفخذه اليمنى شامة . . .

وذكر هذا الحديث بعينه عبد الله بن قتيبة في كتاب غريب الحديث .

ومن كلام له في صفة من يتصدى

للحكم بين الأمة وليس لذلك بأهل :

الأصل : إن أبغض الخلائق إلى الله تعالى رجلان : رجل وكله الله إلى نفسه ، فهو جائر عن قصد السبيل ، مشغوف بكلام بدعة ، ودعاء ضلالة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، ضال عن هدى من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته . حمال خطايا غيره ، رهن بخطيئته .

ورجل قمش جهلا ، موضع في جهال الأمة ، عاد في أغباش الفتنة ، عم بما عقد الهدنة ، قد سماه أشباه الناس عالما ، وليس به . بكر فاستكثر من جمع ، ما قل منه خير مما كثر ، إذا ارتوى من آجن واكتنز من غير طائل ، جلس بين الناس قاضيا ، ضامنا لتخليص ما التبس على غيره . فإن نزلت به إحدى المبهمات ؛ هيأ لها حشوا رثا من رأيه ، ثم قطع به . فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت ، لا يدري أصاب أم أخطأ ، فإن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ ، وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب . جاهل خباط جهالات ، عاش ركاب عشوات ، لم يعض على العلم بضرس قاطع . يذري الروايات إذراء الريح الهشيم ، لا ملئ والله بإصدار ما ورد عليه ، ولا هو أهل لما فوض إليه . لا يحسب العلم في شيء مما أنكره ، ولا يرى أن من وراء ما بلغ مذهبا لغيره ، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به ، لما يعلم من جهل نفسه ، تصرخ من جور قضائه الدماء ، وتعج منه المواريث إلى الله من معشر جهالا ، ويموتون ضلالا ؛ ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعا ، ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن موضعه ، ولا عندهم أنكر من المعروف ، ولا أعرف من المنكر .

الشرح : وكله إلى نفسه : تركه ونفسه ، وكلته وكلا ووكولا . والجائر : الضال العادل عن الطريق ، وقمش جهلا : جمعه . وموضع : مسرع ، أوضع البعير : أسرع ، وأوضعه راكبه ، فهو موضع به ، أي أسرع به .

Shafi 171