Sharhin Nahjul Balagha
شرح نهج البلاغة
Bincike
محمد عبد الكريم النمري
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
ثم قال : وما علينا إلا الاجتهاد ، يقول : أن أعمل ما يجب علي من الاجتهاد في القيام بالشريعة وعزل ولاة السوء وأمراء الفساد عن المسلمين ، فإن تم ما أريده فذاك ، وإلا كنت قد أعذرت . وأما التتمة المروية عن جعفر بن محمد عليهما السلام فواضحة الألفاظ ، و قوله في آخرها : وبنا يختم لا بكم ، إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان . وأكثر المحدثين على أنه من ولد فاطمة عليه السلام . وأصحابنا المعتزلة لا ينكرونه ، وقد صرحوا بذكره في كتبهم ، واعترف به شيوخهم ، إلا أنه عندنا لم يخلق بعد ، وسيخلق .
وإلى هذا المذهب يذهب أصحاب الحديث أيضا .
وروى قاضي القضاة رحمه الله تعالى عن كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل بن عباد رحمه الله بإسناد متصل بعلي عليه السلام أنه ذكر المهدي ، وقال : إنه من ولد الحسين عليه السلام ، وذكر حليته ، فقال : رجل أجلى الجبين ، أقنى الأنف ، ضخم البطن ، أزيل الفخذين ، أبلج الثنايا ، بفخذه اليمنى شامة . . .
وذكر هذا الحديث بعينه عبد الله بن قتيبة في كتاب غريب الحديث .
ومن كلام له في صفة من يتصدى
للحكم بين الأمة وليس لذلك بأهل :
الأصل : إن أبغض الخلائق إلى الله تعالى رجلان : رجل وكله الله إلى نفسه ، فهو جائر عن قصد السبيل ، مشغوف بكلام بدعة ، ودعاء ضلالة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، ضال عن هدى من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته . حمال خطايا غيره ، رهن بخطيئته .
ورجل قمش جهلا ، موضع في جهال الأمة ، عاد في أغباش الفتنة ، عم بما عقد الهدنة ، قد سماه أشباه الناس عالما ، وليس به . بكر فاستكثر من جمع ، ما قل منه خير مما كثر ، إذا ارتوى من آجن واكتنز من غير طائل ، جلس بين الناس قاضيا ، ضامنا لتخليص ما التبس على غيره . فإن نزلت به إحدى المبهمات ؛ هيأ لها حشوا رثا من رأيه ، ثم قطع به . فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت ، لا يدري أصاب أم أخطأ ، فإن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ ، وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب . جاهل خباط جهالات ، عاش ركاب عشوات ، لم يعض على العلم بضرس قاطع . يذري الروايات إذراء الريح الهشيم ، لا ملئ والله بإصدار ما ورد عليه ، ولا هو أهل لما فوض إليه . لا يحسب العلم في شيء مما أنكره ، ولا يرى أن من وراء ما بلغ مذهبا لغيره ، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به ، لما يعلم من جهل نفسه ، تصرخ من جور قضائه الدماء ، وتعج منه المواريث إلى الله من معشر جهالا ، ويموتون ضلالا ؛ ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعا ، ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن موضعه ، ولا عندهم أنكر من المعروف ، ولا أعرف من المنكر .
الشرح : وكله إلى نفسه : تركه ونفسه ، وكلته وكلا ووكولا . والجائر : الضال العادل عن الطريق ، وقمش جهلا : جمعه . وموضع : مسرع ، أوضع البعير : أسرع ، وأوضعه راكبه ، فهو موضع به ، أي أسرع به .
Shafi 171