115

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Bincike

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

وكذلك قوله :

ما لرجل المال أضحت . . . تشتكي منك الكلالا

وقول أبي تمام :

وكم أحرزت منكم على قبح قدها . . . صروف النوى من مرهف حسن القد

وكقوله :

بلوناك ، أما كعب عرضك في العلا . . . فعال ، ولكن خد مالك أسفل

فإنه لا مناسبة بين الرجل والمال ، ولا بين الصوت والمال ، ولا معنى لتصييره للنوى قدا ، ولا للعرض كعبا ، ولا للمال خدا ، وقريب منه أيضا قوله :

لا تسقني ماء الملام فإنني . . . صب قد استعذبت ماء بكائي

ويقال : إن مخلدا الموصلي بعث إليه بقارورة يسأله أن يبعث له فيها قليلا من ماء الملام ، فقال لصاحبه : قل له يبعث إلي بريشة من جناح الذل لأستخرج بها من القارورة ما أبعثه إليه .

وهذا ظلم من أبي تمام لمخلد ، وما الأمران سواء ، لأن الطائر إذا أعيا وتعب ذل وخفض جناحيه ، وكذلك الإنسان إذا استسلم ألقى بيديه ذلا ، ويده جناحه ، فذاك هو الذي حسن قوله تعالى : ' واخفض لهما جناح الذل ' ألا ترى أنه لو قال : واخفض لهما ساق الذل ، أو بطن الذل لم يكن مستحسنا ! ومن الاستعارة المستحسنة في الكلام المنثور ، ما اختاره قدامة بن جعفر في كتاب الخراج نحو قول أبي الحسين جعفر بن محمد ثوابة في جوابه لأبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون عن المعتضد بالله ، لما كتب بإنفاذ ابنته قطر الندى التي تزوجها المعتضد ، وذلك قول ابن ثوابة هذا : وأما الوديعة فهي بمنزلة ما انتقل من شمالك إلى يمينك ، عناية بها وحياطة لها ، ورعاية لمودتك فيها . وقال ابن ثوابة لما كتب هذا الكتاب لأبي القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير المعتضد : والله إن تسميتي إياها بالوديعة نصف البلاغة .

وذكر أحمد بن يوسف الكاتب رجلا خلا بالمأمون ، فقال : ما زال يفتله في الذروة والغارب حتى لفته عن رأيه .

وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي : النبيذ قيد الحديث ، وذكر بعضهم رجلا فذمه ، فقال : هو أملس ليس فيه مستقر لخير ولا شر .

Shafi 135