[النص]
قد أشرفت باطلاع ألا وإن اليوم المضمار (1). وغدا السباق. والسبقة الجنة (2) والغاية النار. أفلا تائب من خطيئته قبل منيته؟ ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه (3)؟ ألا وإنكم في أيام أمل (4) من ورائه أجل. فمن عمل في أيام أمله قبل حضور أجله نفعه عمله. ولم يضرره أجله. ومن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله. وضره أجله. ألا فاعملوا في الرغبة كما تعملون في الرهبة (5). ألا وإني لم أر كالجنة
[الشرح]
وإيذانها بالوداع إنما هو بما أودع في طبيعتها من التقلب والتحول، فأول نظرة من العاقل إليها تحصل له اليقين بفنائها وانقضائها وليس وراء الدنيا إلا الآخرة فإن كانت الأولى مودعة فالأخرى مشرفة. والاطلاع من اطلع فلان علينا أتانا فجأة (1) المضمار الموضع والزمن الذي تضمر فيه الخيل. وتضمير الخيل أن تربط ويكثر علفها وماؤها حتى تسمن ثم يقلل علفها وماؤها وتجري في الميدان حتى تهزل. وقد يطلق التضمير على العمل الأول أو الثاني وإطلاقه على الأول لأنه مقدمة للثاني وإلا فحقيقة التضمير إحداث الضمور وهو الهزال وخفة اللحم. وإنما يفعل ذلك بالخيل لتخف في الجري يوم السباق كما أننا نعمل اليوم في الدنيا للحصول على السعادة في الأخرى (2) السبقة بالتحريك الغاية التي يحب السابق أن يصل إليها وبالفتح المرة من السبق والشريف رواها في كلام الإمام بالتحريك أو الفتح وفسرها بالغاية المحبوبة أو المرة من السبق وهو مطلوب لهذا روي الضم بصيغة رواية أخرى. ومن معاني السبقة بالتحريك الرهن الذي يوضع من المتراهنين في السباق أي الجعل الذي يأخذه السابق إلا أن الشريف فسرها بما تقدم (3) البؤس اشتداد الحاجة وسوء الحالة. ويوم البؤس يوم الجزاء مع الفقر من الأعمال الصالحة. والعامل له هو الذي يعمل الصالح لينجو من البوس في ذلك اليوم (4) يريد الأمل في البقاء واستمرار الحياة (5) أي اعملوا لله في السراء كما تعملون له في الضراء لا تصرفكم النعم عن خشيته والخوف منه
Shafi 71