[النص]
فينتزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعاثها (1) ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام (2) ثم انصرفوا وافرين (3) ما نال رجلا منهم كلم ولا أريق لهم دم. فلو أن امرأ مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما بل كان به عندي جديرا. فيا عجبا والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحا لكم وترحا (4) حين صرتم غرضا يرمى يغار عليكم ولا تغيرون.
وتغزون ولا تغزون. ويعصى الله وترضون فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حمارة القيظ (5) أمهلنا يسبخ عنا الحر (6) وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صبارة القر (7) أمهلنا ينسلخ عنا البرد، كل هذا فرارا من الحر والقر فإذا كنتم من الحر
[الشرح]
بالفتح وهي الثغر. والمرقب حيث يخشى طروق الأعداء (1) المعاهدة الذمية. والحجل بالكسر خلخالها. والقلب بالضم سوارها. والرعاث جمع رعثة بالفتح ويحرك بمعنى القرط ويروى رعثها بضم الراء والعين جمع رعاث جمع رعثة (2) الاسترجاع ترديد الصوت بالبكاء. والاسترحام أن تناشده الرحم (3) وافرين تأمين على كثرتهم لم ينقص عددهم والكلم بالفتح الجرح (4) ترحا بالتحريك أي هما وحزنا أو فقرا والغرض ما ينصب ليرمى بالسهام ونحوها فقد صاروا بمنزلة الهدف يرميهم الرامون وهم نصب لا يدفعون وقوله ويعصى الله يشير إلى ما كان يفعله قواد جيش معاوية من السلب والنهب والقتل في المسلمين والمعاهدين ثم أهل العراق راضون بذلك إذ لو غضبوا لهموا بالمدافعة (5) حمارة القيظ شدة الحر (6) التسبيخ بالخاء المعجمة التخفيف والتسكين (7) صبارة الشتاء شدة برده والقر بالضم البرد
Shafi 69