[النص]
بالصغار والقماءة (1) وضرب على قلبه بالأسداد (2) وأديل الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف (3) ومنع النصف. ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا، وسرا وإعلانا، وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم، فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا (4) فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت الغارات عليكم وملكت عليكم الأوطان. وهذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار (5) وقد قتل حسان ابن حسان البكري وأزال خيلكم عن مسالحها (6) ولقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة
[الشرح]
(1) ديث مبني للمفعول من ديثه أي ذلله وقمؤ الرجل ككرم قمأة وقماءة أي ذل وصغر (2) الاسداد جمع سد يريد الحجب التي تحول دون بصيرته والرشاد. قال الله " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون " ويروى بالاسهاب وهو ذهاب العقل أو كثرة الكلام أي حيل بينه وبين الخير بكثرة الكلام بلا فائدة (3) أديل الحق منه أي صارت الدولة للحق بدله، وسيم الخسف أي أولى الخسف وكلفه والخسف الذل والمشقة أيضا والنصف بالكسر العدل، ومنع مجهول أي حرم العدل بأن يسلط الله عليه من يغلبه على أمره فيظلمه (4) عقر الدار بالضم وسطها وأصلها وتواكلتم وكل كل منكم الأمر إلى صاحبه أي لم يتوله أحد منكم بل أحاله كل على الآخر ومنه يوصف الرجل بالوكل أي العاجز لأنه يكل أمره إلى غيره. وشنت الغارات فرقت عليكم من كل جانب كما يشن الماء متفرقا دفعة بعد دفعة وما كان إرسالا غير متفرق يقال فيه سن بالمهملة (5) أخو غامد هو سفيان ابن عوف من بني غامد قبيلة من اليمن من أزد شنوءة بعثه معاوية لشن الغارات على أطراف العراق تهويلا على أهله. والأنبار بلدة على الشاطئ الشرقي للفرات ويقابلها على الجانب الغربي هيت (6) جمع مسلحة
Shafi 68