[النص]
لأظن أن هؤلاء القوم سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم (1). وبمعصيتكم إمامكم في الحق وطاعتهم إمامهم في الباطل، وبأدائهم الأمانة إلى صاحبهم وخيانتكم.
وبصلاحهم في بلادهم وفسادكم. فلو ائتمنت أحدكم على قعب لخشيت أن يذهب بعلاقته (2). اللهم إني قد مللتهم وملوني وسئمتهم وسئموني فأبدلني بهم خيرا منهم وأبدلهم بي شرا مني. اللهم مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء (3). أما والله لوددت أن لي بكم ألف فارس من بني فراس بن غنم (4) هنالك لو دعوت أتاك منهم * فوارس مثل أرمية الحميم
[الشرح]
(1) سيدالون منكم ستكون له الدولة بدلكم بذلك السبب القوي وهو اجتماع كلمتهم وطاعتهم لصاحبهم وأداؤهم الأمانة واصلاحهم بلادهم، وهو يشير إلى أن هذا السبب متى وجد كان النصر والقوة معه ومتى فقد ذهبت القوة والعزة بذهابه، فالحق ضعيف بتفرق أنصاره والباطل قوي بتضافر أعوانه (2) القعب بالضم القدح الضخم (3) مث قلوبهم أذبها ماثه يميثه دافه أي أذابه (4) بنو فراس بن غنم بن خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر أو هم بنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة حي مشهور بالشجاعة ومنهم علقمة بن فراس وهو جذل الطعان ومنهم ربيعة ابن مكدم حامي الظعن حيا وميتا ولم يحم الحريم أحد وهو ميت غيره: عرض له فرسان من بني سليم ومعه ظعائن من أهله يحميهن وحده فرماه أحد الفرسان بسهم أصاب قلبه فنضب رمحه في الأرض واعتمد عليه وأشار إليهن بالمسير فسرن حتى بلغن بيوت الحي وبنو سليم قيام ينظرون إليه لا يتقدم أحد منهم نحوه خوفا منه حتى رموا
Shafi 65