[النص]
غيره (1). فإن نزلت به إحدى المبهمات هيأ لها حشوا رثا من رأيه ثم قطع به (2). فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت (3).
لا يدري أصاب أم أخطأ فإن أصاب خاف أن يكون أخطأ. وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب. جاهل خباط جهالات. عاش ركاب عشوات (4) لم يعض على العلم بضرس قاطع (5) يذري الروايات إذراء الريح الهشيم. لا ملئ والله بإصدار ما ورد عليه. ولا هو أهل لما
[الشرح]
يشار به إلى البوار. واكتنز أي عدما جمعه كنزا وهو غير طائل أي دون خسيس (1) التخليص التبيين، والتبس على غيره اشتبه عليه (2) المبهمات المشكلات لأنها أبهمت عن البيان كالصامت الذي لم يجعل على ما في نفسه دليلا ومنه قيل لما لا ينطق من الحيوان بهيمة، والحشو الزائد لا فائدة فيه، والرث الخلق البالي ضد الجديد أي أنه يلاقي المبهمات برأي ضعيف لا يصيب من حقيقتها شيئا بل هو حشو لا فائدة له في تبينها ثم يزعم بذلك أنه بينها (3) الجاهل بشئ ليس على بينة منه فإذا أثبته عرضت له الشبهة في نفيه وإذا نفاه عرضت له الشبهة في إثباته فهو في ضعف حكمه في مثل نسج العنكبوت ضعفا ولا بصيرة له في وجوه الخطأ والإصابة فإذا حكم لم يقطع بأنه مصيب أو مخطئ وقد جاء الإمام في تمثيل حاله بأبلغ ما يمكن من التعبير عنه (4) خباط صيغة مبالغة من خبط الليل إذا سار فيه على غير هدى، ومنه خبط عشواء، وشبه الجهالات بالظلمات التي يخبط فيها السائر وأشار إلى التشبيه بالخبط. والعاشي الأعمى أو ضعيف البصر أو الخابط في الظلام فيكون كالتأكيد لما قبله، والعشوات جمع عشوة مثلثة الأول وهي ركوب الأمر على غير هدى (5) من عادة عاجم العود أي مختبره ليعلم صلابته من لينه أن يعضه فلهذا ضرب المثل في الخبرة بالعض بضرس قاطع أي أنه لم يأخذ العلم اختبارا بل تناوله كما سول الوهم وصور الخيال ولم يعرض على محض الخبرة ليتبين أحق هو أم باطل (6) الهشيم ما يبس من النبت وتفتت. وأذرته الريح
Shafi 53