[النص]
17 - ومن كلام له عليه السلام في صفة من يتصدى للحكم بين الأمة وليس لذلك
~~بأهل إن أبغض الخلائق إلى الله رجلان: رجل وكله الله إلى نفسه (1) فهو جائر عن قصد السبيل مشغوف بكلام بدعة. ودعاء ضلالة. فهو فتنة لمن افتتن به. ضال عن هدي من كان قبله. مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته. حمال خطايا غيره. رهن بخطيئته (2) ورجل قمش جهلا. (3)
[الشرح]
أعلاه، وأصل النبات جذره الذاهب في منبته، وهلاك السنخ فساده حتى لا يثبت فيه أصول ما اتصل به ولا ينمو غرس فيه، وكل عمل ذهبت أصوله في أسناخ التقوى كان جديرا بأن تثبت أصوله وتنمو فروعه ويزكو بزكاء منبته ومغرس أصله وهو التقوى وكما أن التقوى سنخ لأصول الأعمال كذلك منها تستمد الأعمال غذاءها وتستقي ماءها من الإخلاص وجدير بزرع يسقى بماء التقوى أن لا يظمأ وعليها في الموضعين في معنى معها، وقد يقال في قوله سنخ أصل أنه هو على نحو قول القائل إذا خاص عينيه كرى النوم، والكرى هو النوم، والسنخ هو الأصل، والأليق بكلام الإمام ما قدمناه (1) وكله الله إلى نفسه تركه ونفسه وهو كناية عن ذهابه خلف هواه فيما يعتقد لا يرجع إلى حقيقة من الدين ولا يهتدي بدليل من الكتاب، فهذا جائر عن قصد السبيل وعادل عن جادته، والمشغوف بشئ المولع به وكلام البدعة ما اخترعته الأهواء ولم يعتمد على ركن من الحق ركين (2) هذا الضال المولع بتنميق الكلام لتزيين البدعة الداعي إلى الضلالة قد غرر بنفسه وأوردها هلكتها فهو رهن بخطيئته لا مخرج له منها وهو مع ذلك حامل لخطايا الذين أضلهم وأفسد عقائدهم بدعائه كما قال تعالى وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم (3) قمش جهلا جمعه والجهل
Shafi 51