[النص]
الاحسان ما لا تبلغه مواقع الاستحسان. وإن حظ العجب منه أكثر من حظ العجب به وفيه مع الحال التي وصفنا زوائد من الفصاحة لا يقوم بها لسان. ولا يطلع فجها إنسان (1). ولا يعرف ما أقول إلا من ضرب في هذه الصناعة بحق. وجرى فيها على عرق (2). (وما يعقلها إلا العالمون).
ومن هذه الخطبة شغل من الجنة والنار أمامه (3) ساع سريع نجا (4) وطالب بطئ
[الشرح]
من ضجر بنفسه يستبعد بها أن تعود دولة لقوم بعد ما زالت عنهم ومن هذا المعنى قول الشاعر.
وقالوا يعود الماء في النهر بعد ما * ذوي نبت جنبيه وجف المشارع فقلت إلى أن يرجع النهر جاريا * ويوشب جنباه يموت الضفادع (1) لا يطلع من قولهم اطلع الأرض أي بلغها، والفج الطريق الواسع بين جبلين في قبل من أحدهما (2) العرق الأصل أي سلك في العمل بصناعة الفصاحة والصدور عن ملكتها على أصولها وقواعدها (3) شغل مبني للمجهول نائب فاعله من والجنة والنار مبتدأ خبره أمامه. والجملة صلة من أي كفى شاغلا أن تكون الجنة والنار أمامك. ومن كانت أمامه الجنة والنار على ما وصف الله سبحانه فحري به أن تنفد أوقاته جميعها في الاعداد للجنة والابتعاد عما عساه يؤدي إلى النار (4) يقسم الناس إلى ثلاثة أقسام الأول الساعي إلى ما عند الله السريع في سعيه وهو الواقف عند حدود الشريعة لا يشغله فرضها عن نفلها ولا شاقها عن سهلها والثاني الطالب البطئ له قلب تعمره الخشية وله صلة إلى الطاعة لكن ربما قعد به عن السابقين ميل إلى الراحة فيكتفى من العمل بفرضه وربما انتظر به غير وقته وينال من الرخص حظه وربما
Shafi 49