175

Sharh Nahj al-Balagha by Muhammad Abduh

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1412 AH

[النص]

سهول الأرضين وجراثيمها (1) وفسح بين الجو وبينها. وأعد الهواء متنسما لساكنها. وأخرج إليها أهلها على تمام مرافقها (2) ثم لم يدع جرز الأرض (3) التي تقصر مياه العيون عن روابيها (4) ولا تجد جداول الأنهار ذريعة إلى بلوغها (5) حتى أنشأ لها ناشئة سحاب تحيي مواتها (6) وتستخرج نباتها. ألف غمامها بعد افتراق لمعه (7) وتباين قزعه (8)، حتى إذا تمخضت لجة المزن فيه (9). والتمع برقه في كففه (10) ولم ينم وميضه في كنهور ربابه (11) ومتراكم سحابه أرسله سحا

[الشرح]

فوق قصبة الأنف متصلة بالرأس، وضمير تغلغلها للجبال. وخياشيمها للأرض والمجاز ظاهر (1) ركوب الجبال أعناق السهول استعلاؤها عليها. وأعناقها سطوحها وجراثيمها ما سفل عن السطوح من الطبقات الترابية، واستعلاء الجبال عليها ظاهر (2) مرافق البيت ما يستعان به فيه وما يحتاج إليه في النعيش خصوصا ما يكون من الأماكن، أو هو ما يتم به الانتفاع بالسكنى كمصاب المياه والطرق الموصلة إليه والأماكن التي لا بد منها للساكنين فيه لقضاء حاجاتهم وما يشبه ذلك (3) الأرض الجرز بضمتين التي تمر عليها مياه العيون فتنبت (4) مرتفعاتها (5) ذريعة وسيلة (6) الموات من الأرض ما لا يزرع (7) جمع لمعة بضم اللام: في الأصل القطعة من النبات مالت لليبس استعارها لقطع السحاب، والمشابهة في لونها وذهابها إلى الاضمحلال لولا تأليف الله إياها مع غيرها (8) جمع قزعة محركة وهي القطعة من الغيم (9) تمخضت تحركت تحركا شديدا كما يتحرك اللبن في السقاء بالمخض. والضمير في فيه راجع إلى المزن أي تحركت اللجة التي يحملها المزن فيه. ويصح أن يرجع للغمام في أول العبارة (10) جمع كفة بضم الكاف وهي الحاشية والطرف لكل شئ أي جوانبه (11) نامت النار همدت. والوميض اللمعان. والكنهور كسفرجل القطع العظيمة من السحاب

Shafi 175