مطر النيسابوري من الأبواب لأبي العباس الأصم وقيل: بل جردها الأصم لنفسه (١).
قلت: ومع صغر حجم هذا المسند وقلة أحاديثه بالنسبة لمرويات الإِمام الشافعي ﵀ إلا أنه التقط كيف اتفق فجاء غير مرتب وكثير التكرار، حتى إن الإِمام الرافعي في شرحه كثيرًا ما يعلق على ذلك فيقول: ولا أدري لِمَ ذكره أبو العباس هنا ثانية وهو معاد بلا فائدة.
وقال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة": ولم يرتب الذي جمع أحاديث الشافعي أحاديثه المذكورة لا على المسانيد ولا على الأبواب وهو قصور شديد فإنه التقى بالتقاطها من كتب "الأم" وغيرها كيف اتفق؟ ولذلك وقع فيه تكرار في كثير من المواضع. أهـ. (٢)
وقال الروداني في "صلة الخلف": ولم يرتبها -يعني المجرِّد لها- ولذلك وقع فيه تكرار في غير ما موضع. أهـ (٣)
قلت: قد تبين لي من خلال كلام أهل العلم مع طول صحبتي للمسند من خلال عملي في شرح الإِمام الرافعي له بعض المعالم التي تتعلق بمنهج استخراج هذا المسند وترتيبه أُجْمِلها فيما يلي:
١ - أن أحاديث المسند مسرودة فيه على غير ترتيب ولا نسق وإنما هي مخرجة من أماكنها في كتب الشافعي ولا تكاد أحاديثها تنتظم ولا يتبع بعضها بعضًا ولا يفهم كل حديث منها لِمَ أخرجه الشافعي إلا بعد نظر وتَدَبُّر ورجوع إلى كتب الشافعي، ولعل الشافعي يكون قد أخرج ذلك الحديث لمعنى ويشتمل الحديث على غيره من المعاني فيظن أنه
_________
(١) ص ٤١.
(٢) ١/ ٢٣٩.
(٣) ص ٤١.
1 / 23