Sharh Musnad al-Darimi
شرح مسند الدارمي
Mai Buga Littafi
بدون
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
Nau'ikan
بدّل واستعاض عن هدي نبينا محمد ﷺ بما روّجه غير المسلمين، وهذا حبّ لهم، والمرء مع من أحب، وذكر من صفاتهم أنهم يتوضؤون على أطرافهم، وكان هذا من خصائص هذه الأمة، وهو التطهر للصلاة، والطواف وتلاوة القرآن، وذلك بغسل الكفين والمضمضة والاستنشاق، وغسل الوجه، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس والأذنين، وغسل الرجلين إلى الكعبين، وقد جعل الله ﷿ هذا علامة فارقة لهم يوم القيامة، قال نبينا محمد ﷺ: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّا محجّلين من آثار الوضوء» (^١)، ومن صفاتهم أن مناديهم ينادي في جو السماء، والمراد الأذان للصلاة، المتحقق فيما بعد، فلم تكن لهم طريقة اليهود ولا النصارى، وذكر أن صفّهم في الصلاة واحد، وهو كذلك فالصلاة إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يكون المسلمون فيها ضفوفا متراصّة، وكان ذلك حالهم في القتال، حتى تبدل الحال بما جدّ من وسائل الفتك والدمار، ومن صفاتهم أن لهم بالليل دويا كدوي النحل، وقد تحقق هذا بقراءة القرآن في كل الأحوال، في الصلاة فرضا ونفلا، وفي التلقي لفظا، ومراجعة ودرسا، وفي التعبد تلاوة وتدبرا، ولا زال المسلمون على هذا، وذكر أن مولده ﷺ بمكة، وهو ما كان فعلا، فقد ولد بها في عام الفيل (٥٧٠ م) على الصحيح يوم الاثنين، الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وذكر أن مهاجره بطابة، وهذا اسم من أسماء المدينة، ومنها: طيبة والمحبوبة، وذكر أن ملكه بالشام، والمراد ما آل إليه أمر أمته، إذ كانت الشام عاصمة الإسلام في عهد الأمويين،
_________
(^١) البخاري حديث (١٣٩).
1 / 36