158

Sharhin Musnad Abi Hanifa

شرح مسند أبي حنيفة

Editsa

الشيخ خليل محيي الدين الميس

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1405 AH

Inda aka buga

بيروت

مسلم يستحق أن يقتصّ منه (لم يكن له ثواب إلا الجنة) أي دخولها أوليًا ورواه الخطيب، عن ابن عباس بعينه والحديث مقتبس من قوله تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأصْلَحَ فَأجْرُهُ عَلَى الله﴾ (١)
وبه (عن عطاء عن ابن عباس عن رسول الله ﷺ قال: من داوم) أي واظب (ولازم أربعين) ولازم أربعين يومًا (على صلاة الغدوة) أي الصبح (والعشاء في جماعة) أي مع طائفة ولو واحدًا (في مسجد وغيره كتب له براءة)، أي ونزاهة (من النفاق)، وهو أن يكون ظاهره خلاف باطنه وبراءة من الشرك أي جليه وخفيه فيكون مرجُوًّا له حسن الخاتمة.
- فضيلة التكبيرة الأولى
ولعل الحكمة في عدد الأربعين أن الملازمة للطاعة في الدين إذا استمرت في هذه المدة المبينة، فالغالب أن يتلذذ بالعبادة، ويذهب عنه كلفة المجتهدين فتحصل له الاستقامة والله الموفق والمعين: وللأربعين حكم كثيرة وليس هذا محل بسطها وإنما خص الصلاتين لأنهما وقت الراحة ومحل الاستراحة فإذا داوم الشخص على ما هو أشق على النفس فبالأولى أن لا يترك الأهون، وأيضًا كان المنافقون لا يحضرونها حيث لا سمعة ولا رياء فيهما، ويؤيده ما رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وابن ماجه وابن حبان، والحاكم عن أبي هريرة مرفوعًا: أن هاتين

(١) الشورى ٤٠.

1 / 151