تقديم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فإن أهمية هذا الكتاب: (شرح مشكل الوسيط) ترجع إلى عدَّة أمور:
أحدها: المتن الذي بُني عليه هذا الشرح، وهو كتاب (الوسيط) الذي يعد أحد كتب خمسة يدور عليها الفقه الشافعي، له مكانة هامة بين الكتب الفِقهيَّة عمومًا وبين كتب الشافعية خصوصًا.
الثاني: مؤلف هذا المتن: وهو أحد أذكياء العالم، الشافعي الثاني، حجة الإِسلام، مجتهد زمانه، المشهود له بالإمامة، بل عده بعضهم مجدد القرن الخامس الهجري.
الثالث: مكانة مؤلف هذا الشرح (ابن الصلاح) أحد كبار الأئمة المشهورين، برع وتفوق في علوم شتى من أهمها: الفقه وأصوله تدقيقًا وتحقيقًا، والحديث روايةً ودرايةً، وشهد له العلماء المحققون بطول الباع وسعة الاطلاع، وجودة التحقيق وعمق التدقيق.
مما تقدم يتبين أهمية هذا الشرح وما له من مكانة متميزة، يضاف إلى ذلك اشتماله على نقولات هامة عن كتب أئمة سبقوه كثير منها مفقود. فلا غرابة أن كثيرًا من العلماء المحققين الذين جاءوا بعده نقلوا عنه واستفادوا منه.
هذا وقد زاد في جمال الكتاب وكماله ما قام به الباحثان/ عبد المنعم خليفة أحمد بلال، ومحمد بلال بن محمَّد أمين، من تحقيق وتوثيق نصوصه، والتعليق عليه بما يخدمه. كما قدم له بدراسة وافية ضافية عن المؤلف والكتاب، وفي هذا كله جهد مشكور.
أسأل الله العلي القدير أن يثيب الجميع، وأن يجعله عملًا خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به طلبة العلم والباحثين وسائر المسلمين.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه ..
وكتبه/ أ. د. حمد بن حماد بن عبد العزيز الحماد
٢٥/ ١١ / ١٤٢٥ هـ
المقدمة / 7