وقال الحافظ ابن كثير عنه: "كان إمامًا، بارعًا، حجة، فتبحَّر في العلوم الدينيَّة، بصيرًا بالمذهب، أصوله وفروعه، له يد طولى في العربيَّة والحديث والتفسير، مع عبادة، وتهجُّد، وورع، ونسك، وتعبُّد، وملازمة للخير، على طريقة السلف في الاعتقاد، يكره طرائق الفلاسفة ويغض منها، ولا يمكِّن من قراءتها بالبلد، والملوك تطيعه في ذلك، وله فتاوٍ سديدة، وآراء رشيدة، ما عدا فتياه الثانية في استحباب صلاة الرغائب" (١).
وقال الحافظ الذهبي عنه: "كان سلفيًا حسن الاعتقاد، كافًا عن تأويل المتكلفين" (٢).
وإذا أطلق "الشيخ" في علماء الحديث فالمراد هو، وإليه أشار الحافظ العراقي في أول ألفيته حيث قال:
أو أطلقت لفظ الشيخ ما ... أريد إلا ابن الصلاح مبهما (٣)
المبحث السابع: أشهر تلاميذه
كان للمكانة العلميَّة، والمنزلة الرفيعة التي تبوأها الشيخ تقي الدين بن الصلاح الأثر الكبير في التفاف طلبة العلم حوله، وتلقي العلوم عليه، والرحلة إليه، حتى تخرَّج عليه خلق كثير وجمٌّ غفير، من أشهرهم:
_________
(١) الطبقات ٢/ ٨٥٧، ٨٥٨.
(٢) تذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٣.
(٣) راجع: الألفية مع شرحها فتح المغيث للحافظ السخاوي ١/ ٦.
المقدمة / 40