عليهم، وكان شديد الذكاء قويَّ الإدراك، ذا فطنة ثاقبة، وغَوْصٍ على المعاني، حتى قيل: إنه ألَّف المنخول فرآه أبو المعالي فقال: دفنتني وأنا حيٌّ، فهلاَّ صبرت الآن؛ كتابك غطَّى على كتابي" (١).
* ووصفه شيخه إمام الحرمين بأنه بحر مغدق (٢).
* وقال تلميذه محمَّد بن يحيى: "الغزالي هو الشافعي الثاني" (٣).
* وقال عنه الحافظ المؤرخ ابن كثير: "كان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه، فساد في شبيبته حتى أنه درَّس بالنظاميَّة ببغداد وله أربع وثلاثون سنة، فحضر عنده رؤوس العلماء" (٤)، كابن عقيل وأبي الخطاب إمامي الحنابلة (٥).
المطلب الثاني: ذكر بعض ما أُخِذ عليه
عقد تقي الدين بن الصلاح فصلًا في طبقاته (٦) قال فيه: فصل لبيان أشياء مهمَّة أنكرت على الإِمام الغزالي في مصنَّفاته، ولم يرتضها أهل مذهبه وغيرهم من الشذوذات في متصرفاته، منها قوله في مقدمة المنطق في أول المستصفى (٧): "هذه مقدمة العلوم كلها، ومن لا يحيط بها فلا ثقة له بعلومه أصلًا".
_________
(١) انظر: المنتظم ١٧/ ١٢٥، السير ١٩/ ٣٣٥.
(٢) المصدر نفسه ٦/ ١٩٦.
(٣) المصدر نفسه ٦/ ٢٠٢.
(٤) البداية والنهاية ١٢/ ١٨٥.
(٥) انظر: المنتظم ١٧/ ١٢٥.
(٦) ١/ ٢٥٤.
(٧) ص: ١٠.
المقدمة / 26