ولم يلتزم أصحاب سيبويه هذه الحكاية لقلتها وشذوذها. فلا يقاس عليها.
ومنها قول الكوفيين إن «الكاف» اسم مضمر، و«إيا» دعامة للكاف ووصلة إليها. ولم يبينوا هذه الدعامة ما هي، أمضمرة هي أم مظهرة؟ . وقد رد هذا بأن قيل: إن أكثر الشيء لا يكون دعامة لأقله، لأن أقل ما في هذه الكلمة «الكاف» على قولهم، وقد دعمت بأربعة أحرف.
ومنها قول لهم أيضا أنه بكماله اسم مضمر. وهذا أيضًا ضعيف. لأن أكثر هذه المضمرات مركبات من أسماء وحروف، وخاصة المنفصلات، مثل: أنت وأنتما وأنتم [وأنتن]. الاسم منها الألف والنون، والباقي حروف خطاب، ودلائل تثنية وجمع. ولهذا إذا سميت بشيء منهن حكيت، لأنه مركب من اسم وحرف. وكل شيء سمي به من حرف واسم أو حرفين فإنه محكي لا يعرب.
ومنها قول رابع. وهي أنها كلها اسم مظهر موضوع للنصب لا غير، بمنزلة «سبحان» الذي هو اسم موضوع للنصب لا غير. وهذا
1 / 153