وقد يأتي بغير مصدر فلا يكون بد من اللام، كقولك: جئتك لزيدٍ، أي لأجل زيدٍ. فهذا فيه أربع شرائط، ولزمت اللام لتدل على المفعول له، لأن المختص بهذا الباب هو اللام، كما أن المختص بالظرف هو «في».
***
والخامس يذكر للبيان عن مصاحبة الفعل ومقارنته مثل: استوى الماء والخشبة، وخلا زيد ورأيه. فهذا مفعول معه. وإنما سمي مفعولًا معه لأنه يقدر بمع، والأصل: استوى الماء مع الخشبة. فعملت ثلاثة أشياء: حذفت «مع»، وأقمت «الواو» مقامها، ونقلت إعراب «الخشبة» من الجر إلى النصب. فقد عملت ثلاثة أشياء. ومثله: «خلا زيد ورأيه» في العمل. ومثله كل مفعول معه، مثل قوله تعالى: (فأجمعوا أمركم وشركاءكم)، أي مع شركائكم. وإنما لم يكن «الشركاء» معطوفين على «الأمر» لأن العرب تقول: أجمعت أمري وجمعت شركائي، فلو كان معطوفًا على «الأمر» لصار التقدير «أجمعوا أمركم وأجمعوا شركاءكم»، وهذا خلاف اللغة المستقرة فأما من قرأ (وشركاؤكم) بالرفع، فإنه معطوف على الضمير في «أجمعوا»، وهو الواو، ولم يحتج إلى تأكيد لأن طول الكلام قد سد مسد التأكيد.