185

Sharhin Mishkat

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

Bincike

د. عبد الحميد هنداوي

Mai Buga Littafi

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

١٣٢ - وعن عثمان، ﵁، أنه كان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟! فقال: إن رسول الله ﷺ قال: «إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه». قال: وقال رسول الله ﷺ: «ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه» رواه الترمذي، وابن ماجه. وقال الترمذي: هذا حديث غريب [١٣٢].
١٣٣ - وعنه، قال: كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال:
ــ
تشريفًا له، بخلاف الكافر، قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وأَنَّ الكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ﴾.
«تو»: «ثم يقيض» أي يقدر، وأصل الكلمة من القيض وهو القشر الأعلى من البيض، فقولك: قيض الله لي فلانًا أي أباحه فاستولى على استيلاء القيض على البيض، و«أعمى وأصم» أي من لا يرى عجزه فيرجمه، ولا يسمع عويله فيرق له. وأما «المرزبة» فإن المحدثين يشددون الباء منها، والصواب تخفيفها، وإنما يشدد الباء إذا أبدلت الهمزة من الميم وهي الإرزبة، وهي التي يكسر بها المدر، وأنشد [الفراء]: ضربك بالمرزبة عود الشجر انتهى كلامه. وكرر إعادة الروح في الكافر لبيان شدة العذاب وفظاعته، ولأنه كان ينكر الإعادة في الدنيا، فيقال له: ذق هذا جزاء ما كنت تنكره؛ إلزامًا له وتبكيتًا، ولا يبعد أن يتمسك به من يقول: إن في القبر إماتتين وإحيايين، في تفسير قوله: ﴿أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ﴾.
الحديث الثالث عن عثمان ﵁: قوله: «إلا والقبر» الواو للحال، والاستثناء مفرغ، أي ما رأيت منظرًا وهو ذو هول وفظاعة «إلا والقبر أفظع منه» يقال: فظع الأمر بالفم فظاعة فهو فظيع أي شديد شنيع جاوز المقدار، وعبر بالمنظر عن الموضع مبالغة؛ فإنه إذا نفى الشيء مع لازمه ينتفي الشيء بالطريق البرهان، و«فظع» كلمة يؤكد بها النفي في الفعل الماضي، كما أن عوض يؤكد بها النفي في المستقبل.
الحديث الرابع عن عثمان ﵁: قوله: «الميت» التعريف للجنس، وهو قريب من

2 / 597