Sharh Matn Abi Shuja - Muhammad Hassan Abdul Ghaffar
شرح متن أبي شجاع - محمد حسن عبد الغفار
Nau'ikan
المقصود بآل النبي ﵊
قوله: (على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين)، اختلف العلماء في آل النبي ﷺ على أقوال ثلاثة: القول الأول: كل مؤمن تقي بار، وبعضهم قال: كل الأمة هم آل النبي ﷺ، والدليل قول النبي ﷺ: (إن آل فلان ليسوا بأوليائي إنما أوليائي المتقون)، فالآل هو: الولي الذي يناصر ويظاهر وينشر سنة النبي ﷺ.
القول الثاني: قال الشافعي: هم بنو هاشم وبنو عبد المطلب، وهما كما قال النبي ﷺ: (لم يتفرقا في الجاهلية ولا في الإسلام) لم يفترقا بحال من الأحوال، لذلك رجح الشافعي أن آل النبي ﷺ هم: بنو هاشم وبنو عبد المطلب.
القول الثالث: آل بيت النبي ﷺ هم عترته فقط.
والتحقيق أن نقول: آل النبي يذكرون على الانفراد ويذكرون مع غيرهم، فإذا ذكروا على الانفراد فالمقصود بهم: كل تقي بار، وإذا ذكروا على الاجتماع فالمقصود بهم: عترة النبي ﷺ.
ثم ذكر المصنف الباعث له على تصنيف هذه الرسالة، وقد كان العلماء ليسوا مثلنا تعج الأسواق بالكتابات، فالإمام أحمد نفسه عندما سئل أن يكتب أو يصنف قال: أكتب حديث النبي ﷺ.
فالمصنف يبين الباعث لكتابته لهذا المتن المختصر، وهو أنه سأله بعض الأصحاب أن يكتب لهم مختصرًا في فقه الإمام الشافعي، ويقرب لهم هذا الفقه وأصول هذا المذهب الذي تبنوه، فالباعث له كان حاجة الناس لأن يكتب، وكثير من الناس شرحوا هذا المختصر، وهذا علامة ودلالة وإشارة على إخلاصه في تصنيفه، لأنه ما صنفه لنفسه ولا لذاته، ولكن صنفه من أجل حاجة الناس، ومثل ذلك البخاري في صحيحه الذي جمع فيه حياة النبي ﷺ، وأحوال النبي ﷺ، وأقوال النبي ﷺ، وأفعال النبي ﷺ، فقد قال: وجدت الناس في حاجة ماسة لأن يعرفوا أحوال رسول الله ﷺ.
فكان هذا الباعث له لكتابة الصحيح، والشافعي في مرض موته قال: تمنيت من الله أن يتعلم الناس علومي ولا ينسبوا لي حرفًا واحدًا، فهذه دلالة على الإخلاص، نسأل الله جل في علاه أن يجعلنا من المخلصين المخلَصين الذين يعملون لله جل في علاه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
2 / 12