هذا هو الحق الذي جاء به كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومن أعلم من الله بنفسه؟ ! ، ولا أحد أعلم بالله من رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: {ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي } (¬3) وقال تعالى: {بل # رفعه الله إليه} (¬1) وقال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} (¬2) وقال سبحانه وتعالى: {وقال فرعون ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب (36) أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا} (¬3) وقال تعالى: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور} (¬4) فهذه الآيات من كتاب الله - عز وجل - تثبت بم لا يدع مجالا للشك أن الله - عز وجل - عال فوق خلقه، وقد ذكر الله تعالى عن نفسه أنه استوى على العرش، وذلك في آيات من كتابه العزيز منها: قوله تعالى: {إن ربكم # الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} (¬1) وثبت أن العرش فوق السماء السابعة بما لا يعلمه إلا الله تعالى، كما ورد في حديث الإسراء الطويل، ومنه قوله في صعود رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم -: (. . . . وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله، فقال موسى: رب لم أظن أن ترفع علي أحدا، ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله، حتى جاء سدرة المنتهى، ودنا الجبار رب العزة، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله فيما أوحى إليه: خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة، ثم هبط حتى بلغ موسى. . . .) (¬2) وحديث الجارية التي أتى بها سيدها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: (أين الله؟ ، قالت: في السماء، قال: من أنا؟ ، قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها، فإنها مؤمنة) (¬3) وحديث النزول وفيه (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل # الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟ ) (¬1) وفي آية الكرسي {وهو العلي العظيم} (¬2) أنه العلي بذاته فوق جميع خلقه، فلا يستطيع أحد منهم أن يدنو منه، وأنه العظيم عن مماثلة أو مشابهة المخلوقين، ولا خالق سواه سبحانه وتعالى، وقد آمن أهل السنة والجماعة بما أخبر الله - عز وجل - به في كتابه، وتواتر نقله عن رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأجمعوا على أنه سبحانه فوق السماوات على عرشه، علي على خلقه، فأصبح ذلك من المعلوم في الاعتقاد بالاضطرار من الكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة، وقبلت هذا الفطر السليمة، حتى غير المسلمين يعتقدون أن الله في السماء، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام عظيم في هذا (¬3) ولما سئل أبو حنيفة عمن قال: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض؟ ! ! ، قال: قد كفر، لأن الله يقول: {الرحمن على العرش استوى} (¬4) والسماء قبلة الدعاء، وقد اتفق الناس على أنه على كل شيء سبحانه، بمعنى أنه قاهر # له، قادر عليه، متصرف فيه، فهو الأعلى بجميع معاني العلو: علو الذات، وعلو القدرة على كل شيء، وعلو الغلبة والقهر لكل شيء، سبحانه وحده لا شريك له، تنزه عن كل عيب، ونقص، فله الكمال المطلق سبحانه، ولا يجوز تأويل الفوقية بغير معناها الحقيقي، ومن قال بغير هذا فقد ضل، كمن زعم أنه بذاته فوق العالم، وبذاته في كل مكان، وهذا القول الباطل يلزم عليه من الفساد ما ينزه الله تعالى عنه (¬1).
أما المعية:
Shafi 70