وهذا هو الكمال في الرواتب، وأدنى الكمال في النوافل، أما الكمال في النوافل فهو الإتيان بمزيد على هذا، وهو كمال نسبي يتفاوت من شخص لآخر، على قدر ما ينال # من جهد وحرص على ما وجه إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب، ومن ذلك الحرص على صلاة الضحى، والتي تسمى صلاة الأوابين، وأقلها ركعتان، وأكملها ثمان، وقد أخبرت عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلاها أربعا ويزيد ما شاء، وفي حديث أم هاني: أنه صلى ثمان ركعات (¬1) فكأن الناظم رحمه الله يقول: أنا وأنتم متفقون على المحافظة على السنن الراتبة، ولكن هلموا إلى المزيد مما هو أكمل، وذلك ما كان يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورد في حديث عائشة رضي الله عنها، عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تطوعه فقالت: "كان يصلي من الليل تسع ركعات. فيهن الوتر، وكان يصلي ليلا طويلا قائما، وليلا طويلا قاعدا، وكان إذا قرأ وهو قائم، ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ قاعدا، ركع وسجد وهو قاعد، وكان إذا طلع الفجر، صلى ركعتين" (¬2) وهذا ما عناه الناظم رحمه الله بقوله:
واركع إذا الليل دجى ركوع خوف ورجا:
Shafi 30