86

Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Bincike

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

Nau'ikan

وقال يمدحه في ذي الحجة من هذه السنة. أَوَدُّ من الأيَّامِ ما لا تَوَدُّهُ ... وأَشْكُو إليها بَيْنَنَا وهيَ جُنْدُهُ يُباعِدْنَ حِبًّا يَجْتَمِعْنَ وَوَصْلُهُ ... فكيفَ بِحِبّ يَجْتَمِعْنَ وصَدُّهُ البين: الفرقة، والصد: المجانبة. فيقول: إنه يود من الأيام ما لا تود الأيام مثله، ويكالبها بما لا تعتقد فعله، ويشكو إليها من بين أحبته، وفراق أعزته، ما هي جنده الذي يوجبه، وسببه الذي يدنيه ويقربه. ثم قال: إن الأيام بطبعها، وما هي عليه من معهود أمرها، تبعد من الأحباب من تجامعه، وهو على أتم الوصل، وأكرم المذاهب في القول والفعل، فكيف بها في حبيب تجامعه، وهو على بصيرة في الصد، ونية في ترك الإقامة على العهد؟! أَبى خُلُقُ الدُّنيا حَبِيْبًا تُدِيْمُهُ ... فما طَلَبي مِنْها حَبِيْبًا تَرُدُّهُ وأَسْرَعُ مَفْعُولٍ فَعَلْتَ تَغَيُّرًا ... تَكَلُّفُ شَيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّهُ الخلق: الطبيعة: والطباع: نحو ذلك، والضد: الخلاف في كل شيء. فيقول: أبت بطبيعتها، وما هي عليه عند تأمل حقيقتها، أن تمتع بالأحبة، وتديم وصلهم، وتعتزم بالفرقة على قربهم، فكيف أطلب منها أن ترد من فقد، وتقرب من بعد؟! ثم قال: وأسرع شيء فعلته إلى التغير، وأقرب ذلك إلى الاستحالة والتبدل، شيء تتكلفه وأنت مطبوع على ضده، وتظاهر به وأنت مجبول على غيره؛ يريد: أن الدنيا خلقت على تشتيت الفرقة، وقطع وصائل الألفة، وإن أظهرت غير ذلك، أسرعت في إحالته، وعدلت بطبيعتها إلى إزالته. رَعَى اللَّهُ عِيْسًَا فَارَقَتْنَا وَفَوْقَها ... مَهًا كُلُّها يُوْلَى بِجَفْنَيْهِ خَدُّهُ بِوَادٍ بِهِ ما بالقُلُوبِ كَأَنَّهُ ... وَقَدْ رَحَلوا جِيْدٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ إِذا سارتِ الأَحْداجُ فَوْقَ نَبَاتِهِ ... تَفاوَحَ مِسْكُ الغَانِيات وَرَنْدُهُ

1 / 86