72

Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Bincike

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

Nau'ikan

إِنَّ في ثَوْبِكَ الذي المَجْدُ فِيهِ ... لَضِياءً يُزْرِي بِكُلَّ ضِيَاءِ إِنَّما الجِلْدُ مَلْبَسٌ، وابْيِضَاضُ النَّ ... فْسِ خَيْرٌ مِنِ ابْيِضَاضِ القَبَاءِ يقال ذرت الشمس: إذا طلعت، والقباء: ثوب معروف. فيقول لكافور: أن استنارة مكارمك، وما ألبسك الله من ضياء فضائلك، تفضح الشمس وتبهرها، وتزيد عليها وتغلبها، فأنت شمس تنير أفعالها مع سواد لونها، ويشرق إحسانها لمن اعتمد فضلها. ثم قال: إن في ثوبك الذي يشتمل منك على ولي الحمد، والمقيم لأود المجد، لضياء يصر كل ضياء عن بهجته، ويتواضع عند جلالته ورفعته. ثم قال على نحو ما قدمه: إنما جلد الإنسان ملبس، لا يحرز الفضل بياض لونه، ولا يوجبه تكامل حسنه، وإنما يوجب ذلك بياض النفس، وكرم جوهرها، وعلوها وشرف عنصرها. يشير إلى أن سواد كافور تضيء منه بياض نفسه، وتشرق عليه شواهد فضله. كَرَمٌ في شَجَاعَةٍ، وذَكاءٌ ... في بَهاءٍ، وَقُدْرَةٌ في وَفَاءِ مَنْ لِبِيْضِ المُلُوكِ أَنْ تُبْدِلَ اللَّوْ ... نَ يِلَوْنِ الأُسْتَاذِ والسَّحْنَاءِ وتراها بَنُو الحُرُوبِ بِأَعْيَا ... نٍ تَرَاهُ بها غَداةَ اللَّقَاءِ الذكاء: الفطنة، والبهاء: حسن المنظر وفخامته، والسحناء: الهيئة، والأعيان: جمع عين. فيقول: إن كرم كافور مقرون بشجاعته، وذكاءه مصحوب بفخامته، وقدرته متلوة بوفاء عنده، محمولة على صحة عقده. وهذا من باب البديع يعرف بالتقسيم. ثم قال: من لبيض الملوك أن تبادل الأستاذ بلونه وسحنائه، وتشركه في كرمه واعتلائه. ثم أكد فقال: من لها بأن تراها بنو الحرب عند اللقاء بما تراه به من الهيئة،

1 / 72