232

Sharhin Ma Bayan Tabi'a

شرح ما بعد الطبيعة

Nau'ikan

Falsafa

قال ارسطاطاليس فاذ يكون مثل ما يكون الصنم من الخشب او البيت من اللبن ان نظر احد نظرا شافيا لم يقل بنوع مبسوط انه واحد وذلك لان الذى يكون من شىء ينبغى ان يكون من شىء يتغير لا من شىء يبقى على حاله ولهذا يقال بهذا النوع واذ يكون المكون بشىء يقال هذا الذى منه ابتداء الكون فهو من شىء ايضا فليكن هذا لا العدم بل العنصر فقد فصلنا فيما سلف باى نوع يقال هذا والذى يكون هو هذا اما الكرة واما الدائرة او شىء اخر ما ادرك من سائر الاشياء فانه كما انه لا يصنع النحاس الموضوع كذلك ولا الكرة ايضا الا بنوع العرض لان كرة النحاس هى كرة ولذلك يصنع تلك فانى اقول ان هذا الشىء يصنع هذا الشىء من الموضوع الكلى اعنى انه يصنع النحاس مستديرا والكرة وليس ذلك شىء اخر مثل هذه الصورة فى شىء اخر فانه ان كان يصنع فمن شىء اخر يصنع وهذا كان الموضوع مثل صنعة كرة النحاس وهذا بهذا النوع انه من هذا الذى هو نحاس يصنع هذا الذى هو كرة فان كان يصنع هذا ايضا فبين ان ذلك يصنع ايضا كمثل وستذهب التكوينات على هذه الحالة الى ما لا نهاية التفسير قوله فاذ يكون مثل ما يكون الصنم من الخشب او البيت من اللبن ان نظر احد نظرا شافيا لم يقل بنوع مبسوط انه واحد يريد واذ كان كل متكون فى الجوهر انما يقال فيه انه يكون من هذا على جهة ما يقال ان الصنم يكون من الخشب وان البيت يكون من اللبن فبين وظاهر انه ان نظر احد فى هذا نظرا شافيا انه لا يقول ان المتكون هو شىء واحد مبسوط اى صورة فقط بل المتكون هو شىء مولف من مادة وصورة وعدم فى الموضوع يتقدم ولما ذكر هذا اتى بالسبب فيه فقال وذلك لان الذى يكون من شىء ينبغى ان يكون من شىء يتغير لا من شىء يبقى على حاله يريد وانما وجب ان لا يكون المكون معنى بسيطا لان التكوين يكون بان يغير المكون العنصر حتى يعمل الصورة فيه وانما قال لا من شىء يبقى على حاله˹ لانه لو بقى العنصر على حاله عند تكوين المكون للمكون لكان المكون انما يصنع الصورة فقط وقوله ولهذا يقال بهذا النوع يريد والكون انما يقال لهذا المشار اليه على هذا النوع لا لصورة المشار اليه ثم قال واذ يكون المكون بشىء يقال هذا الذى منه ابتداء الكون فهو من شىء ايضا فليكن هذا لا العدم بل العنصر يريد واذ يكون المكون انما يتكون بشىء اى عن شىء وهو الذى منه ابتداء الكون فبين ان المكون انما يتكون من شىء وهو العنصر لا من العدم العارض للعنصر ولما كان هذا قد فصله فى العلم الطبيعى قال فقد فصلنا فيما سلف باى نوع يقال هذا يعنى يقال ان العنصر مبدا وان العدم مبدا وعلى كم نوع يقال العنصر وقوله والذى يكون هو هذا اما الكرة واما الدائرة او شىء اخر ما ادرك من سائر الاشياء يريد واذ قد تبين ان المتكون مركب من مادة وصورة وانه غيرهما فالذى يتكون انما هو الشخص المشار اليه بالفعل مثل هذه الكرة المشار اليها من هذا النحاس المشار اليه او الدائرة المشار اليها من العنصر المشار اليه او ما ادرك من سائر الاشياء الباقية بالحس ثم اتى بالحجة فى ذلك فقال فانه كما انه لا يصنع النحاس كذلك ولا الكرة ايضا الا بنوع العرض يريد والفاعل انما يفعل من العنصر شيئا مصورا لا انه يفعل الصورة فقط كما انه لا يفعل المادة وهذا هو الذى اراد بقوله كما انه لا يصنع الموضوع كذلك لا يصنع كرة النحاس يعنى الصورة الا بنوع العرض˹ وانما قال بنوع العرض˹ لانه اذا صنع شيئا ذا صورة فقد صنع الصورة بالعرض وقوله لان كرة النحاس هى كرة ولذلك يصنع تلك يريد لان كرة النحاس هى كرة نحاسية لا كرة فقط ولا نحاس فقط ولذلك هى التى يصنعها الصانع وقوله فانى اقول ان هذا الشىء يصنع هذا الشىء من الموضوع الكلى اعنى انه يصنع النحاس مستديرا او الكرة يريد واذا تقرر هذا وجب ان يكون الصانع شيئا مشارا اليه يصنع شيئا مشارا اليه اعنى انه يصير النحاس مستديرا ويصير الدم انسانا وفرسا وقوله وليس ذلك شىء اخر مثل هذه الصورة فى شىء اخر يريد وليس يصنع شىء واحد فى شىء واحد مثل ان تصنع صورة فى موضوع وقوله فانه ان كان يصنع فمن شىء اخر يصنع وهذا كان الموضوع مثل صنعة كرة النحاس يريد فانه من البين انه ان كان يصنع فانه يصنع من شىء اخر اخر لا انه يصنع اخر فى اخر وذلك انه يصنع من العنصر مصورا لا انه يصنع فى العنصر صورة وقوله وهذا بهذا النوع انه من هذا الذى هو نحاس يصنع هذا الذى هو كرة يريد مثل قولنا ان الصانع انما يصنع من هذا الذى هو المشار اليه الشىء الذى هو كرة اى الشىء المكور لا انه يصنع كرة وقوله فان كان يصنع هذا فبين ان ذلك يصنع ايضا كمثل وسيذهب على هذا المثال الى غير نهاية يريد فان كان يصنع الصورة فسيصنع الصورة من صورة مادة وتلك الصورة ايضا من صورة ومادة حتى يمر الامر الى غير نهاية وكذلك الامر فى الهيولى فالمكون باضطرار هو المجتمع من الصورة والهيولى لا الصورة ولا الهيولى

[27] Textus/Commentum

Shafi 860