185

Sharhin Ma Bayan Tabi'a

شرح ما بعد الطبيعة

Nau'ikan

Falsafa

قال ارسطاطاليس انه بين ان اوائل الهويات وعللها مطلوبة على كنهها هويات فانه علة ما للصحة والبرء وللاشياء الرياضيات اوائل واسطقسات وعلل وبقول كلى فكل علم فكرى او تناول شىء فكرى فله علل واوائل اما على غاية الفحص او على الفحص المرسل ولما كان كل واحد من هذه قد احتوى على هوية ما وجنس ما صار يستعمل ذلك الشىء وليس استعماله وطلبه الهوية الكلية ولا بانها هوية ولا يفحص شىء منها على ما هى البتة بل بعضها لهذا المعنى يثبت انما هو بالحس وبعضها فبينة بالوضع وبهذا النوع يبرهنون وتبين الاشياء التى هى بذاتها للجنس الذى هو محيط بها اما باضطرار واما باسهل من ذلك ولذلك هو بين مما يتلوا هذا القول انه ليس للجوهر برهان ولا لما هو بل دلالة اخرى بنوع ما وكذلك ايضا لا يخبر البتة ان كان الجنس الذى يستعمله ولا ان لم يكن وذلك انه لفكرة واحدة تبيين ما هو وهل هو واذ العلم الطبيعى ايضا لجنس ما من اجناس الهوية فانه يطيف بالجوهر الذى فيه ابتداء الحركة والسكون فبين انه ليس هو لا فعلى ولا صناعى فان ابتداء الاشياء الفاعلة فى الفاعل اما العقل واما المهنة واما قوة ما وابتداء الصناعية ففى الصانع اى الاختيار فان المصنوع والمختار شىء واحد فاذا جميع الفكرة الفاعلة والصانعة والتى بالراى فهى ذو راى ما وهى تفحص عن هوية لا يمكن ان تتحرك وعن جوهر هو اكثر ذلك كالكلمة لا مفارق التفسير لما كان قصده فى هذه المقالة ان يفحص من انواع الهوية عن الهوية التى بالعرض اذ كانت اول اقسام الهوية هى الهوية التى بالذات والتى بالعرض اخذ يذكر بما تبين فى مقالة الجيم ويؤكده من ان لهذا العلم النظر فى جميع انواع الهويات بما هى هويات وياتى على ذلك بشواهد بينة واضحة فابتدأ فقال انه بين ان اوائل الهويات وعللها مطلوبة على كنهها هويات يريد انه من البين او مما يبين ان هاهنا علما يفحص عن اوائل الهويات وعللها بما هى هوية مطلقة وانه يطلب الهوية على كنهها اى بما هى هوية لا بما هى هوية بصفة ما وذلك انه ان كان هاهنا هويات بصفات مختلفة فبين ان النظر فيها يكون على نوعين احدهما ان ننظر فى واحدة واحدة منها من جهة الصفة التى تخصها والنظر الثانى ان ننظر فيها بالجهة التى تشترك فيها وهو كونها هوية ويكون طلب العلل فيها من هذه الجهة ولما وضع انه واجب ان تكون للهوية المطلقة علل مطلقة اخذ يبين ذلك بان الحال فيها يجب ان تكون كالحال فى العلوم الجزئية التى تنظر فى بعض الهويات فقال فانه علة ما للصحة والبرء وللاشياء الرياضية اوائل واسطقسات وعلل وبقول كلى فكل علم فكرى او تناول شىء فكرى فله علل واوائل اما على غاية الفحص او على الفحص المرسل يريد ان باستقراء العلوم وبالتشوق الاول الذى لنا بالطبع فى طلب علل الاشياء واعتقادنا انا نرى ان المعرفة بالشىء لا تكون الا من قبل علله يظهر ان كل علم وكل صناعة فلها علل واسباب تفحص عنها فاذا اضيف الى هذه المعرفة ان هاهنا علما يفحص عن الهوية المطلقة وجب ان يكون فحصه ايضا عن اسبابها المطلقة فقوله الرياضيات يعنى بها علوم التعاليم ويعنى بالعلم الفكرى النظرى ويعنى بما يتناول شيئا فكريا العلوم العملية التى تستعمل القياس او ما يعم الصنفين ويعنى بالفحص المرسل الذى ليس فى الغاية من الوثاقة وانما قال ذلك لان العلوم تختلف فى ذلك من قبل اختلاف طبيعة الموضوع ويحتمل ان يريد ان بعض العلوم تفحص عن الاسباب بالاضافة الى شىء وبعضها تفحص عن الاسباب بالاطلاق وهذا المعنى اشبه بالموضع ولما بين بهاتين المقدمتين ان العلم الناظر فى الهوية المطلقة يجب ان ينظر فى عللها اخذ يقرر ايضا ان هاهنا علما يجب ان ينظر فى الهوية المطلقة لان ذلك مما كان وضعه اولا فى القياس المتقدم فقال ولما كان كل واحد من هذه قد احتوى على هوية ما وجنس ما صار يستعمل ذلك الشىء وليس استعماله وطلبه الهوية الكلية ولا بانها هوية ولا يفحص عن شىء منها على ما هى عليه البتة يريد ولما كان يظهر انه ولا واحد من العلوم الجزئية اعنى التى تختص بالنظر فى جنس ما يفحص عن الهوية بما هى هوية اذ كان كل علم انما يفحص عن هوية ما وهى التى تخصه فبين انه يجب ان يكون هاهنا علم هو الذى يفحص عن الهوية المطلقة والا لم تستوف معرفة الاشياء ولما ذكر ان العلوم الجزئية انما تفحص عن هويات مقيدة محدودة اخذ يعرف ذلك فقال بل بعضها لهذا المعنى يثبت انما هو بالحس وبعضها فبينة بالوضع يريد بل بعض العلوم تفحص عن الهوية التى تخصها بان تنزلها موجودة بالحس وبعضها تفحص عن هوية تتسلم وجودها وتضعها وضعا مثل حال الناظر فى علم العدد فانه يضع الوحدة انها موجودة ثم قال وبهذا النوع يبرهنون الاشياء التى هى بذاتها للجنس الذى هو محيط بها اما باضطرار واما باسهل من ذلك يريد والبرهان الذى يستعمل هولاء فى صناعة صناعة انما هى للامور الذاتية الموجودة فى ذلك الجنس الخاصة به الذى هو محيط بجميعها والبرهان الذى يكون فى امثال هذه الصنائع يكون اما من مقدمات ضرورية واما من مقدمات اكثرية وهو الذى دل عليه بقوله واما اسهل من ذلك˹ ثم قال ولذلك هو بين مما يتلوا هذا القول انه ليس للجوهر برهان ولا لما هو يريد ولكون البراهين انما تكون على الامور الذاتية الموجودة للجنس الذى تنظر فيه تلك الصناعة لا على جنس الصناعة نفسه ولا على نوع من انواعه يظهر انه ليس للجوهر برهان لان البرهان هو من الجواهر على الاعراض وليس للجوهر جوهر ولذلك ليس يوجد للجواهر حدود ولذلك ليس يوجد على الجواهر براهين هى حدود متغيرة فى الوضع بل انما يلفى ذلك فى الاعراض هذا هو الذى ينبغى ان يفهم من قوله ان الجوهر ليس عليه برهان ولا لما هو الجوهر اى برهان مطلق وهو الذى يعطى الوجود والسبب معا وقوله بل دلالة اخرى بنوع ما يعنى بل يكون للجوهر دلالة اخرى من غير نوع البرهان يستدل منها على ما هو او على الوجود وهذا النوع يحتمل ان يشير به الى الامور المتاخرة فانه انما يوقف على جواهر الاشياء فى العلوم الطبيعية من الامور المتاخرة اى من الاعراض وهذه الانواع من البراهين هى التى تسمى دلائل ويحتمل ان يريد بالنوع الاخر من الدلالة طريق التقسيم وطريق التركيب او جميع هذه فان اكثر حدود الجواهر انما يوقف عليها بهذه الطرق الثلاثة ثم قال ولذلك لا يخبر البتة ان كان الجنس الذى يستعمله ولا ان لم يكن وذلك انه لفكرة واحدة تبين ما هو وهل هو يريد ولذلك لا يقدر علم من العلوم ان يبرهن شيئا من انواع الجنس الذى ينظر فيه هل هو موجود او غير موجود لانه لعلم واحد تكون معرفة وجود الشىء ومعرفة ماهيته وهو البرهان المطلق ولما قرر ان العلوم الجزئية ليست تنظر فى الهوية المطلقة وانه يجب ان يكون هاهنا علم يفحص عن الهوية المطلقة اخذ يعرف ان العلم الطبيعى ليس هو هذا العلم وشرع قبل ذلك ان يبين ان العلم الطبيعى ليس بعلم عملى فقال واذ العلم الطبيعى لجنس من اجناس الهوية فانه يطيف بالجوهر الذى فيه ابتداء الحركة والسكون فبين انه ليس هو لا فعلى ولا صناعى يريد ولما كان العلم الطبيعى فى جميع الامور المتحركة الساكنة بالطبع فمن البين ان العلم الطبيعى ليس علما صناعيا ولا علم شىء يعمل ثم اتى بالعلة فى ذلك فقال فان ابتداء الاشياء الفاعلة فى الفاعل اما العقل واما المهنة واما قوة ما يريد فان مبدا الاشياء المفعولة لنا هى فى الفاعل وذلك اما فى العقل واما فى الصناعة واما فى قوى اخر تشبه الصناعة يريد وليس فينا مبدا قوة صانعة للامور الطبيعية ثم اخذ يشرح هذا المعنى ويزيده وضوحا فقال وابتداء الصناعية ففى الصانع اى الاختيار فان المصنوع والمختار شىء واحد يريد وهو من الظاهر ان المبدا الاول للاشياء المصنوعة الذى هو فينا اى فى الصانع هو الاختيار فان المصنوع والمختار شىء واحد بالصورة وانما اراد بهذا كله ان الاشياء التى مبداها الاختيار هى غير الاشياء التى مبداها الطبيعة وان هذين العلمين علمان مختلفان ثم قال فاذا جميع الفكرة الفاعلة والصانعة والتى بالراى فهى ذو راى ما يريد فاذا جميع الفكر الفاعلة والصانعة والتى تستعمل القياس هى قياسية ما لا قياسية باطلاق اذ كان العلم فيها انما هو من اجل العمل وهذا القول كانه قول قصد به ان يعرف الفرق بين العلوم الصناعية والنظرية باطلاق وان كان انما يتمثل فى ذلك بالعلم الطبيعى وقوله وهى تفحص عن هوية لا يمكن ان تتحرك وعن جوهر هو اكثر ذلك كالكلمة لا تفارق˹ الظاهر منه انه يعنى بذلك العلم الطبيعى ويعنى بقوله عن هوية لا تتحرك˹ الصورة والنفس وذلك انها غير متحركة بالذات واكثر اجزائها كما قال لا تفارق بالحد وانما قال اكثر ذلك˹ من قبل العقل وان قرئ ˺وعن جوهر لا يمكن الا يتحرك˹ بزيادة لا امكن ان يفهم منه جميع ما ينظر فيه العلم الطبيعى الا ان كما كتبناه اولا وقع فى النسخة التى صححت منها هذه النسخة

[2] Textus/Commentum

Shafi 705