127

Sharhin Ma Bayan Tabi'a

شرح ما بعد الطبيعة

Nau'ikan

Falsafa

قال ارسطو وقول افروطاغورش من اقاويل من يرى هذا الراى ويضطرون جميعا الى ان يقولوا ان الاشياء او ان ليس شىء فانه ان كان جميع الظنون والآراء حقا فباضطرار ان يكون جميع الاشياء حقا وباطلا معا لان كثيرا من الناس يرى ويظن ضد ما يراه غيره ويرون ان الذى لا يرى ما يرون هم مغرورون فاذا مضطر ان يكون الشىء الواحد والا يكون وان كان ذلك فمضطر ان تكون جميع الظنون صادقة فان المغرورين والذين يصدقون يظنون الاضداد فان كانت الهويات على هذه الحال فسيصدقون اجمعون فهو بين ان هذه الاقاويل وما اشبهها من فكرة واحدة وليس الحيلة فى مناظرة هولاء اجمعين واحدة بل يحتاج بعضهم الى اقناع وبعضهم الى ان يضطر فى المناظرة الى الاقرار فمن كان منهم ظن هذا الظن لعسر الدرك وتحيره فيه فان لجهله شفاء لان مقاولتهم ليس تكون بتصحيح الكلام بل بتصحيح المعنى واما من قال بتصحيح الكلام فان شفاءهم بتصحيح كلام الصوت والاسماء وانما اتا هذا الظن لمن حاد عن الاشياء المحسوسة ولزمه ان يقول بالتناقض فى الاشياء وان الاضداد معا لانهم راوا ان الاضداد تكون من شىء واحد وانه ان كان ليس يمكن ان يكون الذى ليس هو فقد كان الشىء قبل ذلك مشتركا من كليهما كمثل ما قال انكساغورش ايضا ان الكل مختلط بالكل وكذلك قال ذى مقراطيس فانه قال مثل هذا القول فى الجزء الذى هو من الخلاء والملاء وان كان بعض هذه هوية وبعض ليس بهوية التفسير قوله وقول افروطاغورش من اقاويل من يرى هذا الراى يريد وافروطاغورش ممن يرى هذا الراى اعنى من يرى ان الموجبة والسالبة تصدقان معا ثم قال ويضطرون جميعا الى ان يقولوا ان الاشياء وان ليس شىء يريد ويضطر كل من قال بهذا القول ان يقول ان الاشياء موجودة والا شىء موجود ثم قال فانه ان كانت جميع الظنون والاراء حقا فباضطرار ان تكون جميع الاشياء حقا وباطلا معا يريد فان من قال ان كل ظن صادق وان الاشياء تابعة للظنون يلزمه ان تكون الاشياء حقا وباطلا معا ثم اخذ يعرف كيف يصح هذا اللزوم فقال لان كثيرا من الناس يرى ويظن ضد ما يراه غيره ويرون ان الذى لا يرى ما يرون هم مغرورون يريد وانما وجب ان تكون الاشياء حقا وباطلا ان كانت تابعة لظنون الناس من قبل ان كثيرا من الناس يظنون فى الشىء الواحد بعينه ظنونا متضادة اى يعتقد واحد فيه انه موجب وصادق ويعتقد الاخر انه سالب ويرى الذى يعتقد فيه انه موجب ان الذى يعتقد فيه انه سالب مغرور ومخطئ وكاذب وكذلك الذى يعتقد فيه انه سالب يعتقد فيه انه حق ويعتقد فيمن يعتقد انه موجب انه مغرور وكاذب ويلزم عن ذلك ان يكون الشىء الواحد بعينه حقا وباطلا معا اما حقا فمن قبل اعتقاد بعض الناس فيه انه حق واما كذبا فمن قبل اعتقاد بعض الناس فيه انه باطل وكذب ثم قال فاذا مضطر ان يكون الشىء الواحد والا يكون يريد فاذا يلزم باضطرار على هذا القول ان يكون الشىء الواحد موجودا معدوما معا اما موجود فمن قبل من يرى فيه انه موجود واما معدوم فمن قبل من يرى فيه انه معدوم وهذا يتصور وقوعه فى كل موجود اعنى ان كل شىء يعتقد فيه انسان انه موجود يمكن ان يعتقد فيه انسان اخر انه معدوم ثم قال وان كان ذلك فمضطر ان تكون جميع الظنون صادقة فان المغرورين والذين يصدقون يظنون الاضداد وان كان كل ما يظنه الانسان حقا فمضطر ان تكون جميع الظنون صادقة يريد وان كانت الموجبة والسالبة تصدقان معا فمضطر ان تكون جميع الاراء والظنون حقا فان المعتقدين شيئا والمكذبين لهم فى ذلك الاعتقاد يظنون ظنونا متضادة فان كان ما يظنه كل انسان صادقا فمضطر ان تكون الظنون كلها صادقة ثم قال وان كانت الهويات على هذه الحال فسيصدقون اجمعون يريد وان كانت الموجودات تابعة لاعتقادات الناس فسيلزم ان يكون الناس جميعا صادقين ثم قال فهو بين ان هذه الاقاويل وما اشبهها من فكرة واحدة يريد وهو بين ان الذين يرون هذا الراى فكرتهم واحدة اى اعتقادهم اعتقاد واحد ثم قال وليس الحيلة فى مناظرة هولاء واحدة يريد لا كن وان كانت فكرتهم واحدة فليس الحيلة فى مناظرتهم وصرفهم عن هذا الاعتقاد حيلة واحدة ثم قال بل يحتاج بعضهم الى اقناع وبعضهم الى ان يضطروا فى المناظرة الى الاقرار يريد ان بعضهم ينصرف عن هذا الاعتقاد بالاقاويل التى تقنعه فى حل الشبهة التى من قبلها عرض له هذا الاعتقاد الفاسد وبعضهم لا ينصرف لشريته والحيلة فى هذا هو ان يضطر الى الاعتراض ببعض ما وضع حتى يلحقه التوبيخ ويظهر عجزه وانقطاعه لان هذا لا يعترف بنطقه الداخل فمضطر الى ان نجعله منقادا قسرا بنطقه الخارج ثم قال فمن كان منهم ظن هذا الظن لعسر الادراك وتحيره فيه فان لجهله شفاء يريد ان من كان منهم ظن هذا الظن لشبهة دخلت عليه من قبل ضعف قريحته فان لمرضه من هذه الجهالة شفاء وهو ان تحل له تلك الشبهة التى ادخلت عليه هذا الفساد فى قريحته ثم قال لان مقاولتهم ليس تكون بتصحيح الكلام يريد لان معاندة هولاء ليس تكون بالتواضع على دلالة الالفاظ واستعمال الجدل معهم حتى يقهروا بل انما يصحح لهم المعنى الذى غلطوا فيه بان تحل لهم الشبهة التى عرضت لهم فى هذا المعنى ثم قال واما من قال بتصحيح الكلام فان مقاومتهم بتصحيح كلام الصوت والاسماء يريد واما السوفسطانيون الذين يزعمون ان الاشياء انما تثبت بالكلام الصحيح ويطالبوننا بتصحيح هذا المبدا فان كلامنا معهم فى هذه المسئلة يكون بان نصحح اولا معهم دلالات الاسماء فاذا اعترفوا ان للاسماء دلالات خاصة امكن ان نقاومهم ونعاندهم حتى ينقطعوا وهذا هو الذى فعله هو فى اول هذا القول وهو الذى اراد بقوله ونبدأهم اولا بتصحيح دلالات الصوت والاسماء ثم قال وانما اتا هذا الظن لمن حاد عن المحسوسات يريد وانما اعتقد هذا القول من انقاد الى الكلام ولم يعتبر موافقة القول لما يظهر بالحس ثم قال ولزمه التناقض فى الاشياء وان الاضداد معا يريد ومن قال بهذا المذهب ولم يلتفت الى الحواس لزمه التناقض فى الاشياء وان يعتقد ان الاضداد توجد معا ثم ذكر ما حرك بعض الناس الى ان يعتقدوا ان الاضداد توجد معا فقال لانهم راوا ان الاضداد تكون من شىء واحد وانه ان كان ليس يمكن ان يكون الذى ليس هو فقد كان الشىء قبل ذلك مشتركا من كليهما يريد وانما صار كثير من القدماء الى هذا الراى لانهم راوا ان الاضداد تكون من شىء واحد واعتقدوا مع هذا ان الكون لا يكون من غير شىء موجود اى من العدم فقالوا ان الاضداد معا موجودة فى شىء واحد بعينه وهو الذى منه يتكون وهو الذى دل عليه بقوله فقد كان الشىء قبل ذلك مشتركا من كليهما يريد فقد كان الشىء الذى منه الكون مركبا من كليهما اى من وجود وعدم ثم قال كمثل ما قال انكساغورش ان الكل مختلط بالكل يريد ولمكان هذا الراى قال انكساغورش ان الاجزاء المتشابهة التى هى عنده الاسطقسات مختلطة بالكل اى ان كلها مختلطة بكلها ثم قال وكذلك قال ذيمقراطيس فانه قال مثل هذا القول فى الجزء الذى من الخلاء والملاء وان كان بعض هذه هوية وبعض ليس بهوية يريد وقريب من هذا هو قول ذيمقراطيس فى قوله بالجزء الذى لا يتجزا الذى هو عنده من الخلاء والملاء فى اختلاط الخلاء بالملاء وان كان يرى ان احدهما هوية وهو الملاء والاخر ليس بهوية وهو الخلاء

[20] Textus/Commentum

Shafi 409