111

Sharhin Ma Bayan Tabi'a

شرح ما بعد الطبيعة

Nau'ikan

Falsafa

قال ارسطو فاما بعض المتكلمين فيرومون ايضاح الحق وباى نوع ينبغى ان يعلم الحق ولكنهم لا يقدرون على ذلك وانما يفعلون هذا الفعل لانهم لا يعرفون الانالوطيقى لانه ينبغى لمتعلم الحق ان يعرف اولا هذه الاشياء ولا يطلبها اذا سئل عنها فمعلوم من هذه الاوائل ان للفيلسوف النظر فى الاشياء التى هى ارفع من جميع الجواهر على حقيقتها وله ان يفحص عن اوائل القياس وينبغى لمن كانت عنده معرفة جنس من الاجناس ان يقوى ان يخبر ما اوائل ذلك الجنس الثابتة بالحقيقة ولذلك ينبغى لمن كانت عنده معرفة الهويات على كنهها ان يقوى ان يخبر ما اوائلها بالحقيقة والفيلسوف هو الذى عنده معرفة الهويات على كنهها وهو يقوى ان يخبر بالاوائل بالحقيقة والاول بالحقيقة الذى هو اثبت من سائر الاوائل هو الذى ليس يمكن فيه انخداع لانه باضطرار ينبغى ان يكون هذا الاول واضحا جدا معروفا فان جميع الناس يخدعون فى الشىء الذى لا يعرفونه وينبغى للذى عنده معرفة شىء من الهويات ان يعلم الاول على الحقيقة بغير ابافاسيس لان هذا الاول ليس له ابافوسيس بل باضطرار ينبغى ان يعترف به الذى عنده معرفة الهوية لان ذلك يلزمه اضطرارا فمعلوم ان الاول بالحقيقة الثابت اكثر من سائر الاوائل هو ما وصفنا وسنخبر ما هذا الاول عن قليل التفسير لما بين ان لهذا العلم النظر فى اوائل المعرفة يريد ان يبين النحو من المعرفة الذى يمكن ان يكون للاوائل والنحو الذى لا يمكن فيها وابتدا او لا يعرف النحو الذى لا يمكن فيها وهو ان تعلم هذه الاوائل ببرهان فقال فاما بعض المتكلمين فيرومون ايضاح الحق يريد فاما بعض المتكلمين فى العلوم النظرية فيرومون ان يبرهنوا على المقدمات الاول وهؤلاء هم الذين يقولون ان لكل شىء برهانا وهم الذين ذكرهم فى كتاب البرهان وهم الذين يلزمهم اما الدور واما مرور البرهان الى غير نهاية وقوله وباى نوع ينبغى ان نعلم الحق يريد انهم كانوا يطلبون باى مقدمات وباى اوائل ينبغى ان نعرف وجود الحق فى المقدمات الاول ثم قال ولكنهم لا يقدرون على ذلك يريد من قبل انهم لا يجدون مقدمات اعرف من المقدمات الاول ولانهم متى راموا ذلك لزمهم الدور او المرور فى البيان الى غير نهاية ثم اعطى السبب فى جهلهم فقال لانهم لا يعرفون الانالوطيقى يريد لانهم لا يعرفون ما قيل فى كتاب البرهان من صفات المقدمات الاوائل وجهلهم بما قيل فى الفرق بين المعروف بنفسه والمعروف بغيره ثم اخذ يذكر الجهة التى ينبغى لمتعلم الحق ان يعرف من هذه الاوائل فقال لانه ينبغى لمتعلم الحق ان يعرف اولا هذه الاشياء ولا يطلبها اذا سئل عنها يريد لا كن الذى ينبغى ان يعرف طالب الحق من هذه الاوائل هو ان يعرف انواعها والفرق الذى بينها وبين غيرها وذلك بان تكون عتيدة عنده معروفة اذا سئل عنها ولا يكون فى حد من يطلبها اذا سئل عنها اى لا يروم بيانها واستنباطها عندما يسئل عنها ثم اخذ يذكر ان الفيلسوف هو الذى ينظر منها فى هذه الاشياء فقال فمعلوم من هذه الاقاويل ان للفيلسوف النظر فى الاشياء التى هى ارفع من جميع الجواهر على كنهها وله ان يفحص عن اوائل القياس يريد ومعلوم انه لما كان للفيلسوف النظر فى الجوهر الاول الذى هو ارفع الجواهر كذلك له ايضا النظر فى الاشياء التى هى اتم صدقا من غيرها وارفع وهى اوائل القياس لان القياس هو احد الهويات التى ينظر فيها صاحب هذا العلم ولذلك يجب عليه ان ينظر فى اوائل هذه الهوية التى هى القياس والمقدمات اذ شانه النظر فى اوائل الهويات ثم اخذ يبين هذا المعنى بوجه اخر فقال وينبغى لمن كانت عنده معرفة جنس من الاجناس ان يقوى ان يخبر ما اوائل ذلك الجنس الثابتة بالحقيقة ولذلك ينبغى لمن كانت عنده معرفة الهويات على كنهها ان يقوى ان يخبر باوائلها بالحقيقة يريد وكما ينبغى لمن كانت عنده معرفة جنس من الاجناس ان يكون قويا على معرفة اوائل المعرفة فى ذلك الجنس ومراتبها فى المعرفة كذلك ينبغى للناظر فى الموجود بما هو موجود ان يكون قويا على معرفة اوائل المعرفة بما هى معرفة لا اوائل معرفة ما ثم قال والاول بالحقيقة الذى هو اثبت من سائر الاوائل هو الذى ليس يمكن فيه انخداع يريد وينبغى ان يعرف ان الاول من هذه الاوائل الذى هو اعرف من جميعها بما هى معروفة بنفسها هو معروف بنفسه وهذا الاول هو الذى ليس يمكن فيه انخداع ولا غلط اصلا وهذا الذى قاله بين بنفسه فانه كما انه يجب على صاحب هذا العلم ان ينسب كل جنس من اجناس الموجودات الى الاول فى ذلك الجنس وان يعرف ما هو الاول كذلك يجب عليه اذا نظر فى المقدمات الاول ان يعرف الاول منها الذى هو سبب التصديق فى جميعها وان ينسب جميع ما فى ذلك الجنس الى ذلك الاول ولما قال ان الاول فى المبادى هو الذى ليس يمكن فيه انخداع اتا بالسبب فى ذلك فقال لانه باضطرار ينبغى ان يكون هذا الاول واضحا بينا جدا معروفا فان جميع الناس يخدعون فى الشىء الذى لا يعرفونه يريد وانما رسمنا الاول فى المعرفة بانه الذى ليس يمكن فيه انخداع اصلا لانه باضطرار ان يكون هذا الاول واضحا لنا بينا اكثر من سائر الاشياء وما هذا شانه فليس يمكن فيه انخداع لان الانخداع انما يعرض للناس فى الشىء الذى لا يعرفونه او لا تكون معرفته واضحة جدا ثم قال وينبغى للذى عنده معرفة شىء من الهويات ان يعلم الاول على الحقيقة بغير ابافوسيس لان هذا الاول ليس له ابافوسيس يريد وينبغى للذى يعرف ... الاول على الحقيقة من قبل انه ليس له نقيض فان الاول نقيضه كاذب ثم قال بل باضطرار ينبغى ان يعترف به الذى عنده معرفة الهوية لان ذلك يلزمه باضطرار يريد لان من قبله حصلت له معرفة الهويات وبالجملة كل من عنده علم او يزعم ان عنده علما فانه يلزمه ان يعترف بهذا المبدا ثم قال فمعلوم ان الاول بالحقيقة اكثر من سائر الاشياء هو ما وصفنا وسنخبر ما هو الاول عن قليل يريد واذ قد تقرر هذا فمعلوم ان الاول بالحقيقة الذى هو اكثر صدقا من سائر الاشياء فينبغى ان يكون بالوصف الذى ذكرنا يعنى الا يكون مما يمكن ان يبين بغيره وان يكون وضوحه فى الغاية حتى لا يمكن ان يعرض فيه انخداع وان يكون غيره يبين به وسنبين اى مبدا هو الذى هو بهذه الصفة

Shafi 345