109

Sharhin Ma Bayan Tabi'a

شرح ما بعد الطبيعة

Nau'ikan

Falsafa

قال ارسطو وينبغى لنا ان نطلب هل لعلم واحد النظر فى الامور العامية التى تستعملها العلوم التعليمية والنظر فى الجوهر ام علم الاراء هو غير علم الجوهر فمعلوم ان النظر فى هذه الاشياء لعلم واحد وهو علم الفيلسوف لان هذه الاشياء لجميع الهويات وليس هى لجنس واحد خاصة له من دون غيره من سائر الاجناس وجميع العلوم تستعمل هذه لانها للهوية على كنهها وجنس كل واحد من هذه الاشياء هى الهوية والعلوم قد تستعمل هذه الاشياء على المقدار الذى تكتفى به وهذا المقدار هو على نحو الاشياء التى يجمعها الجنس الذى يريدون ان ياتوا ببرهانه فمعلوم ان هذه الآراء العامية هى لجميع العلوم على كنهها وتشارك الهوية لهذا الشىء اعنى ان الذى يعرف الهوية على كنهها فقد يعرف هذه الاشياء ايضا لان معرفتها واحدة ولذلك لا يروم احد ممن ينظر فى الاشياء الجزئية ان يقول فيها شيئا من الاقاويل لا على الحقيقة ولا على غير الحقيقة لا من اصحاب المساحة ولا من اصحاب العدد بل قال فى هذا المعنى بعض الطبيعيين اقاويل لان هؤلاء وحدهم ظنوا انهم يفحصون عن معرفة كلية الطباع والهوية ولا كن اذا كان علم من العلوم ارفع من علم الطبيعيين لان الطباع جنس واحد من اجناس الهوية لذلك ينبغى ان يكون النظر فى هذه الاشياء للذين يفحصون عن معرفة الكل وعن الجوهر الاول فان العلم الطبيعى واحد من اصناف العلوم الا انه ليس بالعلم المتقدم الاول التفسير انه لما بين ان هذا العلم هو الناظر فى الموجود بما هو موجود وفى جميع الاشياء التى تنسب الى الموجود يريد ان يبحث ايضا هل هذا العلم هو الذى له النظر فى المقدمات العامة الاول التى هى مبدا كل برهان وان كان هذا العلم هو الذى ينظر فيها فباى نوع من انواع النظر ينظر فيها وباى مقدمات وهى احدى المسائل التى فحص عنها فى المقالة التى قبل هذه على جهة الجدل فقوله وينبغى لنا ان نطلب هل لعلم واحد النظر فى الامور العامية التى تستعملها العلوم التعليمية والنظر فى الجوهر ام علم الاراء هو غير علم الجوهر يريد وقد ينبغى لصاحب هذا العلم ان يفحص هل لعلم واحد النظر فى اوائل التصديق العامية لجميع العلوم النظرية والنظر فى الجوهر فيكون هذا العلم هو الناظر فى ذلك كما هو الناظر فى الجوهر ام العلم الذى ينظر فى اوائل المعرفة العامة هو غير العلم الذى ينظر فى اوائل الجوهر ثم قال فمعلوم ان النظر فى هذه الاشياء لعلم واحد وهو علم الفيلسوف لان هذه الاشياء لجميع الهويات وليست لجنس واحد خاصة له من دون غيره من سائر الاجناس يريد فنقول انه من المعلوم مما اقوله ان النظر فى هذه الاوائل هو لعلم واحد وهو هذا العلم الذى هو علم الفيلسوف لان هذه الاوائل مشتركة لجميع اجناس الهويات التى تنظر فيها الصنائع النظرية وما كان مشتركا لجميع الاجناس الموجودة فهو من لواحق الموجود بما هو موجود وكل ما هو من لواحق الموجود بذاته فالنظر فيه للناظر فى الموجود باطلاق وهو الفيلسوف ولما كان كل علم انما يستعمل ما يخصه وكان قد قال ان جميع العلوم تستعمل هذه اخذ يعرف الجهة التى منها يمكن ان تستعمل العلوم الخاصية هذه الاوائل العامية فقال وجميع العلوم تستعمل هذه لانها للهوية على كنهها وجنس كل واحد من هذه الاجناس هو الهوية يريد والعلوم الجزئية تستعمل هذه الاوائل لانها موجودة للموجود بما هو موجود الذى هو جنس لجميعها ولما كان هذا الجواب غير تام لان لقائل ان يقول وكيف نستعمل العلوم الجزئية ما يوجد لجنسها لانه لو كان ما هو ذاتى للجنس العام ذاتيا لها لكانت العلوم كلها انواعا لعلم واحد اخذ يبين تلك الجهة وهى التى بينها فى كتاب البرهان فقال والعلوم قد تستعمل هذه الاشياء على المقدار الذى تكتفى به وهذا المقدار هو على نحو الاشياء التى يجمعها الجنس الذى يريدون ان ياتوا ببرهانه يريد والعلوم الجزئية انما يستعمل واحد واحد منها هذه الاوائل العامية لا بما هى عامية لا كن بالقدر الذى يكتفى به فى ذلك العلم وهذا القدر هو ان يأخذها بالجهة التى تخص ذلك الجنس يعنى انه يدنيها من الموضوع الخاص الذى فيه تنظر تلك الصناعة كما قال ذلك فى كتاب البرهان فياخذ مثلا المهندس بدل قولنا الموجبة والسالبة لا تجتمعان النوع من انواعها الذى يخص موضوعه مثلا وهو المشارك والمباين لا يجتمعان وكذلك المساوى والغير مساوى لان هذه كلها داخلة تحت الموجبة والسالبة لا دخول الانواع تحت جنس واحد لكن دخول الخاص تحت العام من جهة الزيادة والنقصان وهذا كله قد تبين فى كتاب البرهان ثم قال فمعلوم ان هذه الآراء العامية هى لجميع العلوم على كنهها يريد وان كان كل علم انما ينظر فى هذه الاوائل بجهة خاصة فبين ان الذى يستعملها بذاتها وعلى كنهها هو العلم العام لجميع العلوم وهو هذا العلم ثم قال وتشارك الهوية بهذا الشىء اعنى ان الذى يعرف الهوية على كنهها فقد يعرف هذه الاشياء ايضا لان معرفتها واحدة يريد وتشارك هذه الاوائل فى المعرفة الهوية لان الذى يعرف الهوية انما يعرفها من قبل هذه الاوائل فهو يحتاج فى معرفة الهوية الى معرفتها ثم قال ولذلك لا يروم احد ممن ينظر فى الاشياء الجزئية ان يقول فيها شيئا من الاقاويل يريد ولكون العلم بها للعلم العام لسنا نجد احدا ممن تكلم فى العلوم الجزئية تعاطى القول فيها لا من اصحاب علم الهندسة ولا من اصحاب علم العدد ثم قال بل قال فيها بعض الطبيعيين اقاويل لان هؤلاء وحدهم ظنوا انهم يفحصون عن معرفة كلية الطباع والهوية يريد وانما تكلم فيها بعض الناظرين فى العلم الطبيعى لان الناظرين فى هذا العلم حسبوا ان علمهم هو العلم الكلى الناظر فى الموجود بما هو موجود والسبب فيما ظنوا من ذلك انهم كانوا يظنون اولا انه ليس هاهنا موجود الا طبيعى ثم قال ولكن اذا كان علم من العلوم ارفع من العلم الطبيعى لان الطباع جنس واحد من اجناس الهوية يريد ولكن اذا كان قد تبين ان هاهنا علما اخر اعم من العلم الطبيعى وارفع منه وهو الناظر فى الموجود المفارق والموجودات المفارقة لان العلم الطبيعى انما ينظر فى بعض اجناس الموجودات وهى المتحركة وقد تبين ان هاهنا جنسا اخر غير متحرك فواجب ان يكون هذا العلم هو الذى يفحص عن هذه الاوائل والمقدمات وهاذ هو الذى اراد بقوله ولذلك ينبغى ان يكون النظر فى هذه الاشياء للذين يفحصون عن معرفة الكل وعن الجوهر الاول فان العلم الطبيعى علم واحد من اصناف العلوم وليس بالعلم الاول يريد بالجوهر الاول المبدا الاول الجواهر وهو الله سبحانه وانما كان العلم الطبيعى ليس هو هذا العلم لانه ليس ينظر فى الموجود الاول والاول هاهنا هو المتقدم بالوجود والشرف والسببية

Shafi 340