Sharhin Ma Bayan Tabi'a

Averroes d. 595 AH
103

Sharhin Ma Bayan Tabi'a

شرح ما بعد الطبيعة

Nau'ikan

Falsafa

قال ارسطو فالهوية تقال على انواع كثيرة ولا تقال بنوع اشتراك الاسم بل تنسب الى شىء واحد وطباع واحد مثل ما ينسب كل مبرئ الى البرء فان من الاشياء ما يقال مبرئ لحفظ الصحة ومنها ما يقال لفعله الصحة ومنها لدلالته على الصحة ومنها لقبوله الصحة وكذلك ينسب كل شىء طبى الى الطب فان من الاشياء ما يقال طبى لاقتنائه الطب ومنها لموافقته فى الطب ومنها لانه فعل الطب وبهذا النوع يمكننا ان نجد اشياء تنسب الى شىء واحد كنسبة هذه الاشياء التى قلنا وكذلك الهوية ايضا يقال على انواع كثيرة ولا كن جميع تلك الانواع تنسب الى اول واحد فان بعض الاشياء تقال هوية لانها جواهر وبعضها لانها تاثيرات وبعضها لانها سبيل الى الجوهر او الى مضاف او لانها عدم او كيفيات او فاعلة او مولدة جوهرا او شىء اخر مما يقال ان فى الجوهر او لانها سالبة لشىء من هذه الاعراض او الجوهر وكذلك نقول ايضا فى الذى ليس بهوية واحد انه ليس هوية فكما ان علم الاشياء المبرئة واحد كذلك علم سائر الاشياء التى تشبه هذه فانه ليس لعلم واحد النظر فى الاشياء التى تقال على شىء واحد فقط بل له النظر ايضا فى الاشياء التى تنسب الى طباع واحد فان هذه الاشياء ايضا تقال على شىء واحد بنوع من الانواع فمعلوم ان لعلم واحد النظر فى الهويات بكنهها والعلم الذى هو علم بالحقيقة فى جميع الاشياء هو علم الشىء المتقدم الذى به يتصل سائر الاشياء وبسببه تسمى وتذكر فان كان هذا المتقدم هو الجوهر فمعلوم انه ينبغى ان تكون معرفة اوائل الجوهر وعللها للفيلسوف ولكل جنس جنس واحد وعلم واحد كقولنا ان علم الصوت واحد وله النظر فى جميع الاصوات ولذلك نقول ان النظر فى جميع صور الهوية على كنهها هو لعلم واحد بالجنس فاما الصور فهى صور الصور التفسير لما بين ان لعلم واحد النظر فى الموجود بما هو موجود يريد ان يعرف ان اسم الموجود ليس يقال باشتراك الاسم من قبل انه لو كان الامر كذلك لم تكن الصناعة الناظرة فيه صناعة واحدة فقوله فالهوية تقال على انواع كثيرة ولا تقال بنوع اشتراك الاسم بل تنسب الى شىء واحد يريد ان اسم الموجود يقال على انواع كثيرة وليس يقال بنوع اشتراك الاسم مثل العين الذى يقال على الذهب وعلى الجارحة وعلى النهر الصغير وغير ذلك من الاسماء ولا هو ايضا بتواطؤ مثل الحيوان والانسان وانما هو من نوع الاسماء التى تقال على اشياء منسوبة الى شىء واحد وهى التى تعرف فى صناعة المنطق بالتى تقال بتقديم وتاخير لانها وسط بين المتواطئة والمشتركة وهو الذى اراد بقوله بل تنسب الى شىء واحد وطباع واحد مثل ما ينسب كل مبرئ الى البرء وهذه الاشياء التى تنسب الى شىء واحد ليس تنسب اليه من جهة واحدة بل انما تنسب اليه بجهات مختلفة وقد يكون منها ما ينسب اليه بجهة واحدة الا انها تختلف بالاقل والاكثر مثل اسم الجوهر المقول على الصور وعلى الشخص ولما كانت الاشياء المبرئة تنسب الى البرء بجهات مختلفة كما ان المقولات التسع تنسب الى الوجود من قبل وجودها فى الموجود الحقيقى وهو الجوهر بجهات مختلفة اخذ يعرف اختلاف الجهات التى توجد فى امثال هذه الاسماء ليعرف ان الامر كذلك فى اسم الموجود مع الجوهر ومع سائر المقولات فقال فان من الاشياء ما يقال مبرئ لحفظه الصحة ومنها ما يقال مبرئ لفعله الصحة ومنها لدلالته على الصحة ومنها لقبوله الصحة يريد فان الاشياء التى نقول فيها انها مبرئة هى منسوبة الى البرء بجهات مختلفة فمنها ما ينسب الى البرء الذى هو الصحة من قبل انه حافظ لها كما نقول فى الرياضة انها صحية لانها حافظة للصحة ومنها ما ينسب اليها لانه فاعل لها كما نقول للدواء الذى يفعل الصحة فى البدن الصحيح انه صحى وكذلك يقال صحى فى العلامة الدالة على حدوث الصحة مثل ما يقال فى البحارين المحمودة وكذلك يقال صحى لما من شانه ان يقبل الصحة سريعا مثل الابدان النقية من الاخلاط او التى فيها اخلاط تقبل البرء بسهولة ولما اتا بالاسباب التى تنسب الى غاية واحدة اتا بمثال من الاشياء التى تنسب الى فاعل واحد فقال وكذلك ينسب كل شىء طبى الى الطب يريد وكذلك كل معين على فعل الطب ينسب الى الطب وانما اراد بهذا ان يعرف ان الاشياء المنسوبة الى شىء واحد ربما كان ذلك الواحد غاية وربما كان فاعلا وربما كان عنصرا موضوعا كالحال فى المقولات التسع مع مقولة الجوهر ثم قال فان من الاشياء ما يقال طبى لاقتنائه للطب يريد اى لاقتنائه صناعة الطب مثل قولنا رجل طبى وقوله ومنها لموافقته فى الطب يريد لموافقته فعل الطب مثل الحمية وقوله ومنها لانه يفعل فعل الطب وان لم يكن من الطب يريد مثل من يفعل من الناس فعل الطب وان لم يكن طبيبا فان العجوز التى كانت تداوى كما قيل بالحشيشة المعروفة كانت تفعل فعلا طبيا وان لم تكن طبيبة ثم قال وبهذا النوع يمكننا ان نجد اشياء كثيرة تنسب الى شىء واحد كنسبة هذه الاشياء التى قلنا يريد وعلى هذا المثال نجد اشياء كثيرة اعنى انها تشترك فى تسميتها من قبل نسبتها الى شىء واحد اى واحد كان ثم قال وكذلك الهوية يقال ايضا على انواع كثيرة ولا كن جميع تلك الانواع تنسب الى اول واحد يريد وكذلك اسم الهوية المرادف للموجود وان كان يقال على انواع كثيرة فانه انما يقال فى كل نوع منها انه هوية وموجود من قبل نسبته الى الهوية الاولى وهى الجوهر وهذه النسب فى واحد واحد منها هى مختلفة وانما تنسب المقولات الى الجوهر لا من قبل انه فاعل لها ولا غاية لها بل من قبل انها قائمة به وهو موضوع لها وبالجملة فانما يقال فيها انها موجودة من قبل انها اوصاف للموجود وقد انكر كثير من الناس وجودها فقالوا وذلك ان البياض ليس بموجود وانما الموجود الابيض ثم اخذ يعرف الانحاء التى من قبلها تنسب الى الجوهر فقال فان بعض الاشياء تقال هوية لانها جواهر وبعضها لانها تاثيرات وبعضها لانها سبيل الى الجوهر او الى مضاف او لانها عدم او كيفيات او فاعلة او مولدة جوهرا او شىء اخر مما يقال فى الجوهر او لانها سالبة لشىء من هذه الاعراض او الجوهر يريد ان بعضها يقال فيه انه هوية لانه شىء قائم بذاته وهو الجوهر وبعضها يقال فيه انه هوية لانه انفعال للجوهر فان التاثيرات يعنى بها القدماء الكيفيات الانفعالية وربما عبروا عنها بالالام ويعنى بالطريق الى الجوهر الحركة الكائنة فى الجوهر فان الحركة يقال فيها انها هوية وموجودة من قبل انها طريق الى الموجود الحقيقى ويعنى بقوله او الى مضاف انه تقال الهوية ايضا على الاضافة من قبل انها مقايسة هوية الى هوية يريد التى فصلت فى غير ما موضع انه يدل عليها باسم الهوية وقوله او لانها عدم الهوية يريد انه قد يقال فى عدم الهوية انها هوية وقوله او فاعلة او مولدة جوهرا يريد ان اسم الهوية ايضا يقال بنحو من انحاء المناسبة فانه قد يقال جوهر لما هو فاعل الجوهر مثل القائلين بان هاهنا قوى وصورا تحدث الجوهر وكذلك يقال فى اسطقسات الجوهر جوهر وهو الذى اراد فيما اظن بالمولدة للجوهر فان ما تولد منه الجوهر هو جوهر وقوله او شىء اخر مما يقال انه فى الجوهر يريد انه قد يقال موجود لما يوجد فى الجوهر وهذا كانه عام لسائر المقولات وقوله او لانها سالبة لشىء من هذه الاعراض او الجوهر يريد انه كما يقال اسم الموجود ايضا على هذه الانحاء كلها كذلك يقال على السلب والايجاب وانما اراد بذلك ان اسم الموجودات يقال على المعقولات الاول وعلى المعقولات الثوانى وهى الامور المنطقية ولما تقرر له ان اسم الموجود يقال على جميع هذه الانحاء اخذ يبين ان الاشياء التى تقال بهذا النحو معرفتها لعلم واحد فقال وكما ان علم الاشياء المبرئة واحد كذلك علم سائر الاشياء التى تشبه هذه يريد فكما ان الاشياء التى تنسب الى البرء ينظر فيها علم واحد وهو الطب كذلك جميع الاشياء التى تنسب الى الموجود ينظر فيها علم واحد ثم قال فانه ليس لعلم واحد النظر فى الاشياء التى تقال على شىء واحد فقط بل له النظر فى الاشياء التى تنسب الى تمام واحد يريد فانه ليس الاشياء التى لها علم واحد هى التى موضوعها واحد بالنوع فقط او الجنس المقول بتواطؤ بل والاشياء التى ينسب وجودها الى غاية واحدة او الى فاعل واحد وموضوع واحد وانما قال ذلك لان هذه هى حال الموجودات اعنى انها تنسب الى تمام واحد او غاية واحدة وهو المطلوب فى هذا العلم ثم قال ولان هذه الاشياء تقال على شىء واحد بنوع من الانواع فمعلوم ان لعلم واحد النظر فى الهويات بكنهها يريد ولانه قد تبين ان اسم الموجود والهوية يقال بنوع من انواع الاشياء التى يقال عليها اسم الواحد فبين ان الموجود ينظر فيه علم واحد والقياس ياتلف هكذا الموجود يقال بنوع من انواع النسبة وكل ما يقال بنوع من انواع النسبة فالناظر فيه علم واحد فينتتج ان الناظر فى الموجود هو علم واحد وانما كان الحال فى هذا النحو من الجنس كالحال فى الجنس المقول بتواطؤ لان المحمولات الذاتية تلفى فى هذا الجنس المقول بتناسب كما تلفى فى الجنس المقول بتواطؤ وليس يلفى ذلك فى الجنس المقول باشتراك الاسم وان كان قد تلفى فى بعضه امور صادقة لكن ليست ذاتية فانه ليس يبعد ان يصدق على اسم العين محمول يقال باشتراك على عدة المعانى التى يقال عليها اسم العين مثل ان نقول كل عين حسنة لكن ليس يوجد لها محمول ذاتى اصلا ثم قال والعلم الذى هو علم بالحقيقة فى جميع الاشياء هو علم الشىء المتقدم الذى به تتصل سائر الاشياء وبسببه تسمى وتذكر يريد ومن المعروف بنفسه ان العلم الذى هو علم بالحقيقة فى امثال هذه الاشياء التى يقال انها بتناسب هو العلم بالاول الذى فى ذلك الجنس الذى من قبل اتصال سائر الاشياء به وجدت تلك الاشياء المنسوبة اليه ومن قبل اسمه اشتقت لها تلك الاسماء وسميت ولما تقررت له هذه المقدمة اتى بمقدمة اخرى معروفة فقال فان كان هذا المتقدم هو الجوهر فمعلوم انه ينبغى ان تكون معرفة اوائل الجوهر وعللها فى حد الفيلسوف يريد فان كان المتقدم فى الموجودات العشر هو الجوهر على ما يتبين بعد وقد تبين فى غير ما موضع وكان الفيلسوف هو الذى يعرف الاسباب الاول للكل فقد يجب ان تكون معرفة اوائل الجوهر وعلله ماخوذة فى حد الفيلسوف الذى هو صاحب هذا العلم اعنى انه يقال ان الفيلسوف هو الذى يعرف اوائل الجوهر وعلله وهذا هو بيان الشك المتقدم الذى قيل فيه هل لعلم واحد النظر فى الجوهر ام لا ثم قال ولكل جنس جنس واحد وعلم واحد كقولنا ان علم الصوت واحد وله النظر فى جميع الاصوات يريد وايضا فانه من المعلوم ان لكل جنس من اجناس الموجودات صناعة واحدة وعلم واحد ينظر فى جميع الانواع التى فى ذلك الجنس مثال ذلك ان الصوت جنس واحد وله علم واحد ينظر فى جميع انواع الاصوات وصناعة واحدة وهى صناعة تاليف اللحون ثم قال ولذلك نقول ان النظر فى جميع صور الهوية على كنهها هو لعلم واحد بالجنس وهذا الذى قاله واضح مما تقدم وذلك انه لما وضع ان للجنس الواحد علما واحدا وصناعة واحدة وبين ان الهوية جنس واحد انتج بالضرورة ان الهوية لها علم واحد ثم قال فاما الصور فهى صور الصور يريد فاما الصور التى قال بها قوم فان لصاحب هذا العلم النظر فيها وذلك انه لما كانت عند القائلين بها صورا لصور الهويات وكان صاحب هذا العلم هو الناظر فى صور الهوية فبين انه ينظر فى صور الصور

Shafi 309