97

Sharh Lum'at al-I'tiqad - Nasser al-Aql

شرح لمعة الاعتقاد - ناصر العقل

Nau'ikan

أنواع التقدير وعدم تناقضها
السؤال
ورد في حديث ابن مسعود: (أخبرنا الصادق المصدوق ﷺ أن الله كتب أرزاق البشر عند بلوغهم أربعة أشهر) فذكر أنه قدر أرزاق البشر قبل خلقهم، وسمعت حديثًا أن الأرزاق توزع وتقسم وقت الفجر إلا النائم يفوته الرزق.
فكيف نجمع بين هذه الأدلة؟
الجواب
ليس هناك تناقض، التقديرات من الله ﷿ تأتي على درجات، منها التقدير العام المطلق في علم الله ﷿، ومنها التقدير العام المطلق فيما كتبه الله ﷿ في اللوح المحفوظ، ومنها التقدير العام المطلق فيما أراده الله وشاءه، ومنها التقدير الخاص الذي يتعلق بصحيفة كل إنسان، وهو تقدير يرجع إلى العمر كله.
ومن التقدير ما يتعلق بأعمال العباد وتدبير الكون في السنة كلها، وهذا يحدث في ليلة القدر من كل سنة، وهناك تقدير يتعلق بأسبوع، وهناك تقدير يتعلق باليوم، وهناك تقدير عام وتقدير خاص في اليوم والأسبوع وغير ذلك.
كما أن أعمال العباد منها ما يرفع في وقته كالصلاة، وهناك من أفعال العبد ما يرفع في اليوم مرتين، فملائكة الليل وملائكة النهار يتعاقبون، هؤلاء يستلمون الإنسان وأفعاله ويكتبونها ويرفعونها في الصباح وأولئك في المساء، وهناك تقدير في الأسبوع مرتين، وهكذا وهذه كلها لا تخرج عن التقدير السابق، إلا أن ذلك من بديع حكمة الله وتقديره لملكه سبحانه، فلا تعارض بين هذه النصوص، فالتقدير اليومي لا يخرج عن التقدير الأسبوعي، والأسبوعي لا يخرج عن التقدير السنوي، والتقدير السنوي لا يخرج عن التقدير العمري، والتقدير العمري لا يخرج التقدير العام.

4 / 20