Sharh Lum'at al-I'tiqad - Nasser al-Aql
شرح لمعة الاعتقاد - ناصر العقل
Nau'ikan
الإيمان بالإسراء والمعراج
ثم ذكر من ذلك أمثلة قال: (مثل حديث الإسراء والمعراج).
الإسراء والمعراج من معجزات النبي ﷺ، والإسراء هو انتقال النبي ﷺ مع جبريل على البراق من مكة إلى بيت المقدس، والبراق دابة تُشبه الفرس، ركبها النبي ﷺ، ومعنى الإسراء هو السير ليلًا.
وفي بيت المقدس رأى الأنبياء وصلى بهم، ثم عُرج به إلى السماء، والعروج هو الصعود والارتقاء في الدرجات، فالنبي ﷺ عُرج به إلى السماء مع جبريل ﵇.
وقد تضمن الإسراء والمعراج أمورًا غيبية كثيرة يجب الإيمان بها، مثل أن النبي ﷺ رأى الأنبياء في بيت المقدس وصلى بهم، وأنه كان يصحبه جبريل وكان ركب دابة من الدواب ما بين البغل والفرس، وأنه صعد إلى السماء يقظة وليس منامًا؛ لأنه لو كان منامًا ما كان محل إنكار ولا محل تحد؛ فالحلم أمر يستوي فيه الناس، لكن النبي ﷺ ذهب يقظة بجسمه وروحه، وهذا معنى كونه معجزة.
فالنبي ﷺ في المعراج صعد إلى السماء الدنيا واستفتح وفُتح له، ورأى فيها ما رأى من الأنبياء وغيرهم، وكذلك في السماء الثانية، وقد رأى فيها ما رأى من الأنبياء وغيرهم، وفي السماء الثالثة، والرابعة، والخامسة، والسادسة، والسابعة، وما بعد السابعة إلى سدرة المنتهى حتى سمع صريف الأقلام التي تُكتب بها مقادير الخلق، وقد ارتقى ﷺ هذا المرتقى العظيم الذي لم يرتقه أحد بعده ولا قبله، وكان من خصائصه ﵊، وكلم ربه، وفُرضت عليه الصلوات الخمس على النحو الذي ذُكر في الحديث الذي فيه فُرضت أولًا خمسين، ثم بقي النبي ﷺ يصعد بين ربه وبين موسى ﵇ يطلب منه التخفيف، حتى خففت إلى خمس صلوات، وأنه رأى من آيات ربه الكبرى العظمى ما لم يحط به أحد من الخلق إلا ما أقدر الله ﷿ النبي ﷺ عليه.
إذًا الإسراء والمعراج حق وكل ما فيه كان يقظة لا منامًا، وهو من معجزاته ﷺ.
5 / 12