شرح لمعة الاعتقاد لخالد المصلح
شرح لمعة الاعتقاد لخالد المصلح
Nau'ikan
معنى عنوان الكتاب وسبب تسميته
وهذا الاعتقاد الذي في هذه الرسالة هو اعتقاد مختصر؛ ولذلك سماه المؤلف ﵀ بـ (لمعة الاعتقاد) واللمعة هي: البلغة والشيء اليسير من العيش، هذا التعريف من حيث اللغة.
وهذا الكتاب فيه نبذة يسيرة مما يعتقده أهل السنة والجماعة؛ لأنه ذكر فيه نبذًا مختصرة في مسائل الاعتقاد.
وقال بعض أهل العلم: إن سبب تسمية المؤلف ﵀ لهذا الكتاب بـ (لمعة الاعتقاد)؛ لأن ما ذكره فيه من العقائد ظاهر واضح، تدل عليه الأدلة من الكتاب والسنة، فأدلته من أظهر ما يكون وأوضح ما يطلب؛ ولذلك سماها (لمعة)، من لمعان الشيء؛ وهو ظهوره وعدم خفائه.
وعلى كل حال: فإنه يصح أن يكون المقصود من هذا الاسم المعنيين، فيصح أن يكون قصده من تسمية هذا الكتاب بـ (لمعة الاعتقاد) أنه نبذة مختصرة، وأنه نبذة ظاهرة واضحة بل جلية في تقرير اعتقاد أهل السنة والجماعة.
أما (الاعتقاد): فالاعتقاد هو الحكم الذهني الجازم، ولا يلزم من الاعتقاد أن يكون صحيحًا، لكنه اعتقاد وحكم ذهني جازم، أي: لا تردد فيه ولا ارتياب عند صاحبه.
وقد يكون مطابقًا للواقع فيكون اعتقادًا صحيحًا، وقد يكون مخالفًا للواقع فيكون اعتقادًا فاسدًا، فالاعتقاد إذا كان موافقًا للحق فيوصف بأنه اعتقاد صحيح، وإذا كان مجانبًا للصراط المستقيم وللحق؛ فيكون اعتقادًا باطلًا فاسدًا، والمراد أنه لا يلزم أن يكون الاعتقاد في جميع مواده صحيحًا.
وقول المؤلف ﵀ في تسمية هذا الكتاب: (لمعة الاعتقاد) أي: بيان ما ظهر من مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة.
قال ﵀: (الهادي إلى سبيل الرشاد): الهادي، أي: الدال والمبين والموضح.
إلى سبيل الرشاد؛ أي: إلى الطريق الذي يحصل به الرشد.
وقوله: (الرشاد) هو: ضد الغي، والهداية هي: ضد الضلال، فجمع المؤلف ﵀ في وصف كتابه وتسميته هذه الأوصاف، وهي الهداية والرشاد والوضوح والظهور.
1 / 8