66

Sharh Kitab al-Siyasah al-Shar'iyah li Ibn Taymiyyah

شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية

Mai Buga Littafi

مدار الوطن للنشر

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

1427 AH

Inda aka buga

الرياض

.....................................................................................


= لكن هذا الحديث ليس ثناءً على العقل، وإنما فيه تقسيم الناس إلى قسمين:

الأول: مَنْ عنده بصر نافذ عند ورود الشبهات. بمعنى أن عنده علمًا يزيل به هذه الشبهات. وهذا صحيح محمود.

الثاني: مَنْ عنده عقل عند ورود الشهوات؛ لأن الإنسان فيما يشتهي ويهوى ربما تغلبه نفسه دون أن يرجع إلى عقله. والمراد هنا عقل كل إنسان بنفسه، وليس هو العقل الفعّال الذي يدعيه الفلاسفة، وما أشبه ذلك.

وسواء صح الحديث أم لم يصح، لا شك أن الإنسان محتاج إلى بصر نافذ عند حلول الشبهات، حتى تنكشف عنه الشبهات. ويحتاج إلى عقل كامل عند حلول الشهوات. وكم من إنسان عند الهوى وعند الشهوة يغيب ولا يرجع إلى العقل، وربما يتكلم ويفعل أشياء ينتقدها هو نفسه إذا رجع إلى عقله.

= (٢٠٦/٢). ورواه أيضًا الديلمي في الفردوس: (١٩٤/١) برقم (٥٦٥) وقد أورده الغزّالي في إحياء علوم الدين بلفظ: ((إن الله يحب البصر الناقد .. )) وقال الحافظ العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء: ((أخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث عمران بن حصين، وفيه حفص بن عمر ضعَّفه الجمهور)). المغني عن حمل الأسفار (تخريج الإحياء) بهامش إحياء علوم الدين - عند الكلام عن حقيقة المراقبة ودرجاتها -: (٦١٤/٤). بتحقيق سيد إبراهيم.

وأحاديث العقل أنكرها جمع من العلماء، ونصَّوا على أنها موضوعة، وأنه لا يصحّ في العقل حديث. منهم: العقيلي، وأبو حاتم، والدارقطني، وابن حجر، وابن القيم، وغيرهم. انظر: المطالب العالية: (١٣/٣، ٢٣) والسلسلة الضعيفة: ٥٣ الحديث (١) و (٣٧٠)، والتحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث، لبكر أبو زيد: (١٧٣ - ١٧٤).

57