Sharh Kitab al-Siyasah al-Shar'iyah li Ibn Taymiyyah
شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية
Mai Buga Littafi
مدار الوطن للنشر
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
1427 AH
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
Wasu Masaniyya
Bincikenka na kwanan nan zai bayyana a nan
Sharh Kitab al-Siyasah al-Shar'iyah li Ibn Taymiyyah
Muhammad ibn Salih al-Uthaymeenشرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية
Mai Buga Littafi
مدار الوطن للنشر
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
1427 AH
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
أولاها على أخراها، وفّاك سيدُها أجرَك، وإن أنت لم تهنأ جَرباها ولم تُداوِ مرضاها، ولم تحبس أولاها على أخراها، عاقبك سيدها))(١)[١].
(١) هذا الكلام كلام عجيب، يدل على أمرين:
الأمر الأول: قوة السلف في قول الحق أمام الملوك والخلفاء، ومن دونهم من باب أولى، وهي جرأة بصراحة، أمامهم، وليست جرأة من وراء الجدران، ومن بعاد الفيافي.
الثاني: حلم الخلفاء السابقين، وعلمهم بأنهم كما يقال لهم، فهو يقول: هو أعلم بما يقول. وهذا إقرار من معاوية - رضي الله عنه - على ما قاله أبومسلم الخولاني: أن الخليفة أجير، إن قام بالرعاية التامّة، أُعطي أجره كاملاً، وإن قصَّر لم يعط الأجر كاملاً.
ومعنى: «إن هنأت جرباها)) يعني: طَلَيْتَه بالهنا، وهو القطران؛ لأن الجرب يدهن بالقطران، أو شبهه؛ فيزول. والجرب: حساسية وبثور، تنبث في جلد البعير، وتصيبه، وربَّما تهلكه. ومعنى («تحبس أولاها على أخراها)) يعني: تمنع علية القوم أن يتقدموا على من دونهم؛ بل تجعل الجميع كلّهم في صف واحد، لا تفضّل أحدًا على أحد، لا يتقدم هذا على غيره، بل يوضع موضعه. ويفهم منه - أيضًا - أنه ينبغي لولي الأمر أن يقتدي بالأضعف، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقتد بأضعفهم)) [٢].
[١] ينظر في تاريخ دمشق لابن عساكر (٢٢٣/٢٧، ٢٢٤) وحلية الأولياء (١٢٥/٢) ومختصرة في: سير أعلام النبلاء (١٣/٤).
[٢] رواه أبو داود، كتاب الصلاة، باب أخذ الأجر على التأذين، رقم (٥٣١) كتاب الأذان، باب اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً، رقم (٦٧٢)، وأحمد (٢١/٤)، والحاكم (١٩٩/١) وقال: على شرط مسلم، ولم يخرجاه، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٦٣/١٥).
36