Sharh Kitab al-Ibana min Usul al-Diyana
شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة
Nau'ikan
أثر عمر بن الخطاب (سيأتي أناس يجادلونكم)
قال: [وعن عمر بن الخطاب ﵁ قال: سيأتي أناس يجادلونكم بشبهات القرآن، فجادلوهم بالسنن؛ فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله].
أسمعتم هذا الكلام الجميل؟! سيأتي إليك شخص ويقول لك: القرآن، فقال: هؤلاء أهل الرأي وأصحاب الهوى، فإذا قالوا مثل ذلك؛ فعليكم بالسنن وأهل السنن؛ فإنهم أعلم بكتاب الله ﷿.
وعن مكحول قال: القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن.
أي: دائمًا القرآن يأتي بالمجملات والكليات والقواعد العامة، وهذه محتاجة إلى تحليل وتفسير وتفصيل، ونجد كل هذا في السنة.
إذًا: القرآن بحاجة إلى البيان؛ ولذلك أتى الأمر ببيان القرآن للنبي ﵊: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل:٤٤].
فهنا النبي ﵊ يقوم بمهمة البيان والتبليغ عن ربه، كما أن هذا البيان يكون أحيانًا بالشرح والتفسير، وحمل المطلق على المقيد، وتفصيل المجمل وغير ذلك.
إذًا: القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن؛ لأن بعض الناس يستعظم جدًا هذا اللفظ مع أنه صحيح.
ولذلك [قال يحيى بن أبي كثير] وأحمد بن حنبل من بعده: [السنة قاضية على الكتاب، وليس الكتاب قاضيًا على السنة].
5 / 12