فجَاوِبه بما تقدَّم؛ وهو أن الذين قاتلهم رسول الله ﷺ مقرون بما ذكرتَ، ومقرون أن أوثانهم لا تدبِّر شيئًا، وإنما أرادوا الجاه والشفاعة، واقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه ووضّحه.
ــ
لا شريك له وأن محمدًا ﷺ لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا فضلًا عن عبد القادر) الكيلاني (أو غيره) ممن له جاه ومنزلة ومقام كبير (ولكن أنا مذنب) ولم أُؤَهَّل إلى الطلب من الجانب الأعلى (والصالحون لهم جاه عند الله وأطلب من الله بهم) فأطلب منهم وهم يسألون ويطلبون لي ويقرِّبوني إلى الله زلفى، لا أطلبهم ذواتهم.
(فجاوِبه بما تقدم؛ وهو أن الذين قاتلهم رسول الله ﷺ مقرون بما ذكرت ومقرون أن أوثانهم لا تدبر شيئًا) وأن الله هو النافع الضار وحده (وإنما أرادوا الجاه والشفاعة) فقط تعلَّقوا عليهم لأجل جاههم عند الله؛ فإن المشرك الذي نزل فيه القرآن هو هذا: دعاء من يشفع لهم عند الله؛ لا أنه يخلق ويرزق (واقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه ووضحه) اقرأ عليه الآيات الدالة على هذا وهذا.
فمن الآيات الدالة على إقرارهم بالربوبية قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾ ١ِ وقوله تعالى: ﴿قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ إلى قوله: ﴿فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ ٢ِ وقوله: