قال جالينوس: إن هذا القول من أبقراط قول ينتفع به من علمه مفردا على حدته في أن يتقدم فينبئ بالعرق الحادث فإن تقدمة المعرفة بالعرق الكائن في الأمراض تكون من أعلام كثيرة وأحد تلك الأعلام هو الذي وصف.
وفي هذا القول أيضا دليل شاهد على صحة القول المتقدم الذي قال فيه: «ويصير تحت الجلد صديد فإذا احتقن سخن». وذلك لأنه متى كان مزاج الهواء يابسا انفشت ونفدت الرطوبات التي في البدن ومتى كان مزاج الهواء رطبا اجتمعت تلك الرطوبات فلم تنحل. وتلك الرطوبة تخرج من البدن في أوائل الحميات لا على طريق البحران فإن البحران لا يكون دون أن تنضج الأخلاط التي في البدن لكنها إنما تخرج من قبل أن البدن لا يطيق أن يحويها لكثرتها حتى تفيض وتندفق. ولذلك أضاف قوم إلى هذا القول شيئا مما يتلوه وهو قوله «في أوائل الأمر» فجعلوه آخر هذا الكلام وقوم جعلوا ذلك أول الكلام الذي يتلو هذا على هذا المثال:
[chapter 3]
قال أبقراط: منذ أوائل الأمر البحران يكون مع هذا أعسر مما يكون مع غيره إلا أنه على حال يكون أقل عسرا متى كان بسبب هذا ولم يكن بسبب حال المرض.
Shafi 90