Sharhin Jalinus akan littafin Abuqrat mai suna Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Nau'ikan
وجميع أصحاب هذا الشأن مستحقون للتوبيخ الذي وبخ به فيلسطيون المتطبب الذي ذكره وقد بين فيلسطيون عوار هذا المذهب بوجوه كثيرة وصفها بطول في هذا الموضع. وأنا أنزل الأمر على أن فيلسطيون كأنه قد أحضر رجالا من الأطباء مجمعا من المجامع يفسر ويشرح لهم هذا القول فيقول: «إن أبقراط أراد أن يصف في هذا القول مداواة المرأة التي لا تحبل فأمرها أن تأكل الحيوان الكثير الأرجل. وذلك أن طبيعة هذا الحيوان أن يعلق وينشب بما في أرجله من النقر بالصخور الملس فضلا عن الخشن وكذلك الرحم من المرأة تعلق وتنشب بالمنى والجنين المتولد فيه ولذلك سميت تلك المواضع التي تتصل بها المشيمة من الرحم ‹نقرا› باسم تلك المواضع من أرجل ذلك الحيوان التي يعلق بها ويتشبث بالصخور». وهذا ما كتبه قوم ممن ينسبون أنفسهم إلى شيعة أبقراط في تأويل هذا القول.
وقد قصد بعضهم لتسوية هذا التأويل فقال إنهم لم يعنوا أن من أكل ذلك الحيوان الكثير الأرجل يتولد في الرحم تلك النقر التي تتصل بها المشيمة لكنهم إنما عنوا أن روح المرأة عند أكلها ذلك الحيوان الكثير الأرجل يتشبه بالروح الذي في ذلك الحيوان الذي به تحرك منه تلك النقر فتتشبث بالصخور وتعلق بها بقوة شديدة وأنه إنما قال إنه ينبغي أن يشوى ذلك الحيوان بعض الشي ولا يبلغ به غايته كيما لا تضعف غاية الضعف قوة الروح الذي في ذلك الحيوان ولذلك أمر أن يؤكل منه شيء كثير وهو يريد بذلك أن يشبه روح المرأة بروح الحيوان الكثير الأرجل. فإذا سألهم سائل هل هذا العلاج موافق لجميع النساء لحدوث الحمل قالوا لا بل إنما ينفع المرأة التي مزاج الرحم منها حار يابس وذلك أن الرحم إذا كان مزاجها هذا المزاج تحتاج إلى الترطيب والتبريد والأطعمة البلغمية بالغة في الأمرين جميعا وهذا الحيوان الكثير الأرجل هو من الأطعمة البلغمية. قالوا: ومما يدلك على أن طبع هذا الحيوان هذا الطبع أنك إذا ضربت به الأرض انحل فصار بلغما. وهذا القول من المنسوبين إلى شيعة أبقراط الذين بإسكندرية قول عجيب بديع.
Shafi 944