Sharhin Jalinus akan littafin Abuqrat mai suna Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Nau'ikan
قال جالينوس: إنه قدم علينا من إسكندرية فتى من أهل مدينتنا كان يتلمذ بإسكندرية لرجل من القوم الذين ينسبون أنفسهم إلى شيعة أبقراط يقال له مطرودورس وحباه حبوا كثيرا على أن يستفيد منه أسرار الطب فإن ذلك الفتى كان يسميها بهذا الاسم وهو يريد تفخيمها. فبلغه عن امرأة من أهل اليسار في بلدنا أنها تحب أن يكون لها ولد وليس تحبل فضمن لها أنه يعالجها حتى تحبل على أن تعطيه عشرة آلاف مثقال من مثاقيل بلادنا أطيقي فضمنت له المرأة ذلك. فبلغ من يقنه بالأسرار التي أفادها من مطرودورس أن سأل المرأة أن تجعل العشرة آلاف مثقال على يدي عدل ففعلت ثم أمر فجاءوا من ذلك الحيوان المسمى «بولوبس » — وتأويل اسمه «كثير الأرجل» وهو مما يكون في الماء شيء كثير من صغاره — وأمر فاتخذ حطب يابس ثم اختار بيتا عظيما وأدخل المرأة فيه مع جاريتين من جواريها ثم أمر فأشعلت النار في ذلك الحطب وشك ذلك الحيوان في سفافيد وأمر فعلقت تلك السفافيد على لهيب النار وجعل يتفقد متى يبلغ من الشيء المقدار الذي ظن أنه ينبغي فلما بلغ ذلك المقدار أمر المرأة بأن تأكله فحمل المرأة حرصها على طلب الولد أن عضت على شيء ناولها منه فلما مضغته تقذرت منه وسألت ذلك المتطبب أن يزيد في شيه ولا يطعمها منه إلا نضيجا وقالت له: «إن هذا الذي أطعمتني لا يأكله الكلب فضلا عن امرأة مثلي من أهل اليسار والنعمة ومن قد قري وغذي بالأطعمة الطيبة النقية النظيفة». فكان من جواب ذلك المتطبب لها أنه إنما تنتفع بأكله وهو في تلك الحال فحملها أيضا فرط شهوتها للولد على أن ازدردت اللقمة الأولى ثم إنها عضت على لقمة ثانية وقسرت نفسها على مضغها فلما فعلت ذلك تقلبت نفسها وغلبها الغثي وذرعها القيء فلفظت اللقمة الأولى مع الثانية فغضبت عند ذلك الجاريتان فضلا عن المرأة فطردتا ذلك المتطبب وأخرجتاه من منزل المرأة.
ولم يمكن أن يستر ذلك لأنه كان امرءا مشهورا ولو لم يكن من شهرته إلا العشرة آلاف مثقال المعدلة لكان في ذلك كفاية فذاع الخبر في المدينة كلها وافتضح ذلك الفتى البائس الذي غره وأهلكه مطرودورس. وبلغ من خزيه أن جميع أهل المدينة جعلوا متى ظهر في طريق من الطرق يتغامزون به ويشيرون إليه بعضهم إلى بعض مع استهزاء وضحك كثير ولقبوه بلقب لزمه إلى هذه الغاية وهو مشتق من اسم ذلك الحيوان الكثير الأرجل ومن اسم شكه إياه في السفافيد وصار أمره إلى أن شهر بالجهل فلم يكن أحد يثق به في علاج مريض فكان ذلك ما ربح من عظيم ما كلف لمطرودورس على الأسرار المكتومة التي أفاده.
Shafi 938